الحرية – محمد فرحة:
أعتقد أن المعنيين اليوم عن قطاعنا الزراعي يختلفون كلياً عن الحكومات السابقة، فإذا كنا نزرع مليون هكتار من محصول القمح، كان معنيو السابق “يشطحون” بالأرقام الخلبية، وكذلك الحال بالنسبة لإنتاجنا من القمح. وبشكل أوضح كانت أرقامهم الإنتاجية موضع شك دائماً، فمن بانت تجاربه، لم يُعتد بصدقه. فخلال العقدين الماضيين كنا نستورد القمح لا لعجزنا عن توفير الحاجة الفعلية المطلوبة وتحقيق الاكتفاء الذاتي أبداً،وإنما لعدم الاهتمام، ولفسح المجال لبضعة موردين للمادة.
في لغةِ الأرقام أوضح مدير فرع إكثار البذار بحماة المهندس سطام خليل أن الكميات التي تم توزيعها من البذار هذا العام قد تكون أقل من العام الماضي، زد على ذلك كل الأمل أن تكون خطتنا الزراعية من القمح هذا العام قد نفذت بالكامل ، حيث كان هناك بعض الانكماش والتردد ، رغم إن الحكومة المؤقتة قدمت تسهيلات لم تكن موجودة في ظل الحكومة البائدة ، حيث أعطت حكومة اليوم البذار والأسمدة بالدين الآجل وبلا فائدة.
وتطرق المهندس خليل إلى أنه تم توزيع ٥٣٢١ طناً، بيعت نقداً من أرض فرع الإكثار، في حين تم توزيع ٧٣٨٤ طناً على المصارف الزراعية في مجال المحافظة، فيكون مجموع ما تم بيعه ١٢٧٠٥ أطنان من بذار القمح.
وزاد على ذلك بأنه تم توزيع ٣٠٤٣ طناً من بذار الشعير، فضلاً عن الكميات التي تم شحنها للمحافظات / ١٠٣٠ / طناً. مضيفاً : يقابل ذلك، كنا نتبادل الكميات مع الفروع الإكثارية وفقاً لحاجة كل محافظة..انتهى كلام مدير إكثار البذار بحماة.
في المسألة الزراعية، لابدَّ من توافر مقومات نجاحها، حيث ترتبط بالمتغيرات المناخية، وتوافر الأمطار، وخاصة للمحاصيل المروية ، زد على ذلك المكافحة الحشرية، حيث يتحدث المزارعون اليوم عن وجود حشرة القمح، وهذه إن تعدت العتبة الاقتصادية، لابد من حملة لمكافحتها نظراً لما تلحقه بالمحصول الذي نعوّل عليه الكثير، وهو الذي شهد في الحقبتين الماضيتين تراجعاً لم يسبق له مثيل، إذ لم يتعدّ ٤٥٠ ألف طن ، ومع ذلك كانت الحكومة تعطي أرقاماً خلبية ، أقل ما يقال عنها “كذباً أبيض” .
بالمختصر المفيد : تم توزيع ما يلزم من البذار، رغم إن بعض المزارعين شكوا من سلامته وجودته لعدم الإنبات بالشكل الأمثل، وقد عزا اتحاد فلاحي حماة ذلك إلى الانحباس المطري حينها.
ويبقى السؤال والأمل : هل نحصد إنتاجاً وفيراً، يحقق المطلوب ونصل إلى الاكتفاء الذاتي لصناعة الرغيف ، والمقدر مابين المليون ونصف المليون والمليونين ونصف مليون طن ، وفقاً لعدد السكان الذي كان يعتمد عليه .