الحرية- راتب شاهين:
لا شرعية ولا قوانين دولية، تلزم الكيان الإسرائيلي بالتوقف عن عربدته وعدوانه على الأراضي العربية، وخاصة سوريا، فالاعتداءات المتواصلة على سوريا عسكرياً وسياسياً والتخطيط لمستقبل المحافظات الجنوبية، اعتداء سافر على سيادة سوريا من الاحتلال الإسرائيلي.
إن رفض أهل الجنوب السوري، لوجود قوات الاحتلال بين قراهم وفي أحياء مدنهم، يؤكد على ثابتة سوريا منذ القدم، وهي رفض الاحتلال بمسمياته وأشكاله وبمزاعمه الواهية، التي يحاول من خلالها زرع الشكوك حول دولته وحول هويته الوطنية السورية، ولنا في أهل الجولان مثال على التمسك بهويتهم الوطنية السورية، رغم كل الضغوط عليهم.
لقد عرف العرب الكيان منذ نشأته الأولى بكونه كيان عدواني- غريب –استيطاني– توسعي، أي أنه لا يمكن له الاستمرار في محيط عربي بلا عدوان مستمر، يوسع من خلاله حدود كيانه ويزيد من بؤر الاستيطان التي يبنيها كقواعد ارتكاز عسكري، فـ”إسرائيل” أخذت كل ما تريد من المنطقة ومع هذا لا تزال تطمع بالمزيد، وخاصة في ظل غياب إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع الكيان الصهيوني- إن كانت سياسية او عسكرية او حتى اقتصادية، فكل دولة عربية ترى التعامل مع أطماع الكيان من زاوية مختلفة.
إن الالتجاء إلى القوانين والمؤسسات الدولية، وعقد الآمال عليها لوضع حد لعدوانية “إسرائيل”، أكدت العقود الماضية خيبتها، في ظل سيطرة أمريكية وبريطانية عليها، فلكل مشاريعه في المنطقة، حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصرح بها وبالنيابة عنهم، وتبدو أحيانا ترهات، تشبه الصفقات التجارية، التي تستغل فرصة صعود البورصة، بتجاهل كامل لأهل الأرض، وأحياناً تتبدد تلك الأوهام ، لكن لتبددها أسباب غير متوفرة الآن.
استغلال الكيان للظروف الراهنة في المنطقة، لا يغير من موقعه كعدو، هنا الأرض سورية وهناك الأرض عربية. صمتت الشعارات أم صخبت، لا يمكن تجاهل الحقائق، ولا يمكن خلط الزيت بالماء، فحقائق التاريخ والجغرافيا، تبقى حقائق ونهج طريق، لأولي الألباب.