الحرية – مرشد ملوك:
دار لغط ونقاش واختلاف في الرؤى حول ما يسمى.. ” التأمين على الحياة” أو “تأمينات الحياة”، ووصلت تشظيات الاختلاف إلى مشروعية التأمين برمته وكل فروعه ومنتجاته، في حال أثار استغراب صناع التأمين في محدودية الدائرة التي وصل إليها هذا الجدال، في وقت تلهث الجهود الرسمية ومنظمات التأمين المتخصصة في سوريا إلى السير في نشر الوعي التأميني المتعثر.
وقد عزز ذلك حال الضعف الذي يشوب “تأمينات الحياة” في السوق السورية، ما يؤشر على أن صناع التأمين والقائمين على شركات التأمين السورية يلهثون وراء التأمين السريع أو الذي لا يحتاج الجهود لتسويقه وإيصاله إلى الناس، وحتى التأمينات التي تحمي الاقتصاد برمته تحتاج وقفة في سوق التأمين السورية.
أرقام الضعف
ويؤكد مصداقية الطرح السابق الأرقام الخاصة بتأمينات الحياة التي تنشرها التقارير السنوية الصادرة عن هيئة الإشراف على التأمين، إذ إن حصة تأمينات الحياة من مجمل أعمال فروع التأمين لم تتعدَ (2 %) بقيمة (1.5) مليار ليرة سورية في العام 2021، وكذلك الأمر كان ترتيب تأمينات الحياة أقل الحصص السوقية من بين فروع التأمين في العام 2022 بنسبة 2 % وبقيمة أقساط 2.7 مليار ليرة سورية، لكن الملاحظ أن هذه النسبة لتأمينات الحياة ارتفعت في آخر تقرير لهيئة التأمين والصادر في العام 2023، فارتفعت النسبة إلى 3 % من أعمال سوق التأمين بقيمة 7.9 مليارات ليرة.
تأمين في الحياة
لكن رئيس الاتحاد السوري لشركات التأمين الدكتور عماد خليفة يعزي أساس هذا الإشكال في تسويق المصطلح، فقالوا كما يحدد الدكتور خليفة: “التأمين على الحياة” فسببوا لنا صداعاً لا يزال مستمراً حتى اليوم، حيث جاء الكثيرون (وخطفوا الكأس من رأس الماعون) من مدلولات هذه التسمية فقط ليقولوا بأن التأمين حرام، فكيف للتأمين أن يتدخل في عمر وحياة الإنسان وهذه أمور بيد الله تعالى وحده!!، حكموا على التأمين من التسمية من دون الاطلاع على المضمون نهائياً، وهو بالفعل عبارة عن تكافل وتعاون وتعاضد بين مجموعة من الناس يحصل بموجبه المؤمن له أو المستفيد على مبلغ من المال – مبلغ التأمين- ليكون عوناً له في جبر الضرر الذي يلحق بالمتضررين من هذه المجموعة.
توفير مستلزمات
لذلك ومن أجل أن نبتعد عن الدخول في مثل هذا اللبس، يضيف خليفة، فلنستعمل التعبير الدقيق في هذا السياق وهو تأمين أو “تأمينات الحياة” والذي يقابل تماماً التعبير الإنكليزي المستخدم Life Insurance””.
ويحدد الدكتور خليفة بأن “تأمين الحياة” بأنواعه الكثيرة من الأدوات والوسائل المالية التي تتيح للفرد في حال وفاته أو تعرضه لعجز (لا سمح الله)، أو بلوغه سناً معينة من الاستمرار في توفير مستلزمات الحياة، أو الوفاء بالتزامات كانت قد ترتبت عليه خلال حياته أو ما يعيل أسرته، وتتنوع برامج عقود “تأمين الحياة” والمنافع المتاحة بشكل واسع في سوق التأمين السورية، سواء لدى المؤسسة العامة السورية أو شركات التأمين الخاصة التقليدية منها أو التكافلية، بحيث يمكن لأي شخص التواصل مع هذه الشركات بشكل مباشر أو من خلال وسيط أو وكيل التأمين للتعرف على مزايا ومنافع هذه البرامج بشكل مفصّل لاختيار المناسب منها.
برامج تأمينات الحياة
علماً أن البرامج التأمينية المتاحة على سبيل المثال لا الحصر، تتمثل في برامج تأمين الحياة الجماعي المخصصة للشركات والمؤسسات والتكتلات البشرية، وبرامج تأمين الحياة للقروض المصرفية والتي تضمن للمؤسسة المالية وفاء رصيد القرض في حال الوفاة أو العجز الكلي الدائم للمقترض قبل الانتهاء من تسديد القرض، وبرامج تأمين الحياة والتي توفر مبلغاً مالياً عند بلوغ سن التقاعد.. دفعة واحدة أو دفعات شهرية.
وبرامج تأمين الحياة والتي توفر تقديم مبلغ تعويض عند الوفاة للمستفيد المحدد بعقد التأمين في حالة وفاة المؤمن له قبل انتهاء عقد التأمين، أو حصول المؤمن له على التعويض بنفسه عند انتهاء العقد..
وتوفر برامج تأمين حياة لتقديم منافع محددة مثل تسديد رسوم ومصاريف الدراسة الجامعية للمستفيد من البرنامج..
وبرامج تأمين الحياة مع الشق الاستثماري بحيث يحقق المؤمن له عائداً مالياً من استثمار شركة التأمين لأقساط التأمين إلى جانب التزامات العقد بسداد المنافع التي ينص عليها في حالة الوفاة.. وغير ذلك من البرامج المتاحة لدى شركات التأمين والتي يمكن التعرف عليها كما أشار خليفة.