واشنطن توافق على تسليح كييف بأسلحة هجومية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع:
مع موافقة الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب على إرسال أسلحة هجومية جديدة إلى أوكرانيا, ‏تتجه المرحلة الراهنة من الصراع الروسي ـ الأوكراني نحو ما يمكن تسميته بـ”كسر العظم”، إذ ‏تتداخل فيها ضغوط سياسية واقتصادية غير مسبوقة، مع استعدادات ميدانية متسارعة من قبل ‏الجانبين.‏
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الفائت قاد الرئيس ترامب بنفسه جهوداً واسعة ‏كوسيط لحل الأزمة الأوكرانية التي بدأت قبل أكثر من ثلاثة أعوام, عبر لقاءين مع الرئيس ‏الأوكراني فلودومير زيلينسكي, وكذلك عبر اتصالين هاتفيين مع الرئيس الروسي فلاديمير ‏بوتين, إلا أن تلك المساعي اصطدمت بتحديات ونكسات عديدة جعلت ترامب يشعر بالإحباط ‏خاصة من موقف بوتين المتشدد, حيث عبّر الرئيس الأمريكي عن ذلك صراحةً قائلاً: “أنا ‏محبط جداً من بوتين، لقد توقعت منه شيئاً مختلفاً”، مشيراً إلى استيائه من روسيا.‏
في حين تعثرت الجهود الدبلوماسية بين موسكو وكييف، وفشلت جولتان من المحادثات بين ‏الروس والأوكرانيين في تركيا، يومي 16 أيار و2 حزيران، في تحقيق تقدم كبير، ولم يعلن عن ‏جولة ثالثة بعد.‏
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مطلع 2022، يصر بوتين على مواصلة ‏الحرب لتحقيق كل أهدافها، والتي تتمثل بأن تتخلى أوكرانيا عن 4 مناطق يسيطر عليها الجيش ‏الروسي جزئياً، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها بقرار أحادي في 2014، ‏بالإضافة إلى تخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في مطالب ترفضها ‏أوكرانيا بالكامل.‏
من جانبها، تطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي بالكامل من أراضيها التي تسيطر قوات ‏موسكو حالياً على حوالي 20% منها.‏

ترامب محبط.. فهل يسحب وساطته لإنهاء الصراع الروسي ـ الأوكراني ؟

الفشل الأمريكي في إنجاز أي تقدم ملموس لحل الأزمة الأوكرانية دفع ترامب لاتخاذ خطوة ‏ضاغطة على موسكو, حيث يعتقد سيد البيت الأبيض «أن بوتين لن يفاوض إلا إذا شعر بتهديد ‏مباشر باستخدام قوة أكبر»، وفقاً لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عما أسمته ‏بالمصادر المطلعة.‏
ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر, أن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة لكييف ‏تقدر بنحو 10 مليارات دولار، وقد تشمل تفويضاً باستخدام أسلحة هجومية جديدة قوية، من ‏بينها 18 صاروخاً بعيد المدى من طراز «أتاكمز» (‏ATACMS‏)، موجودة حالياً في أوكرانيا.‏
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية، حسب الصحيفة، بعد أن شعر ترامب بأن الرئيس الروسي ‏فلاديمير بوتين «لا يحترمه» ويتظاهر بالرغبة في السلام بينما يرفض دعواته لوقف إطلاق ‏النار. ‏
وكرد فعل على التجاهل الروسي, أعطى الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب, موسكو مهلة مدتها ‌‏50 يوماً لإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، ملوحاً بفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل ‏رسوماً جمركية بنسبة 100% على الواردات الروسية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول ‏نهاية المهلة.‏
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء أمس في البيت الأبيض مع الأمين العام الجديد لحلف ‏شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، أعلن ترامب عن خطة شاملة لتزويد أوكرانيا بكميات ‏ضخمة من الأسلحة الأمريكية عبر الـ(ناتو)، تشمل منظومات باتريوت الدفاعية، وذلك في إطار ‏اتفاق متعدد الأطراف تشارك فيه دول الحلف، وعلى رأسها ألمانيا.‏
الضغط الأمريكي على روسيا عبر إعادة تسليح أوكرانيا, تناغم مع ضغط أوروبي في الاتجاه ‏ذاته, إذ أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستؤدي “دوراً حاسماً” في تنفيذ ‏الاتفاق الدفاعي الجديد بين الـ(ناتو) والولايات المتحدة، وأكد عقب مشاورات مع ترامب أن ألمانيا ‏عرضت شراء نظامين من منظومات باتريوت الدفاعية تمهيداً لإرسالها إلى أوكرانيا.‏
ودعا المستشار الألماني إلى “زيادة الضغط على موسكو من دون الانزلاق إلى مواجهة ‏مباشرة”، بينما يستعد البرلمان الألماني لمناقشة مساهمته في تمويل منظومة الدفاع التي سترسل ‏إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.‏
وفي السياق ذاته، صرح الأمين العام لحلف الـ(ناتو), مارك روته, لقناة “فوكس نيوز” أن “من ‏العدل أن تدفع أوروبا ثمن حزمة الأسلحة لأوكرانيا”، في إشارة إلى توزيع الأعباء المالية بين ‏الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بما يعكس التزاماً متنامياً من أعضاء الحلف تجاه أمن ‏أوروبا الشرقية.‏
التطورات الجديدة في استئناف تسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية, تأتي في وقت حرج تسعى فيه ‏الإدارة الأمريكية لإعادة ضبط مسار الحرب وسط استنزاف طويل، إذ يأمل ترامب بأن ينجح ‌‏”مزيج الضغط العسكري والدبلوماسي” في دفع موسكو نحو التفاوض قبل نهاية العام الجاري.‏
كما إن سيد البيت الأبيض حرص على ترك الباب موارباً أمام الحل التفاوضي حيث رأى أنه ‏على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا حتى الآن، لكنه لا يزال يرى أن الفرصة ‏قائمة لتحقيق ذلك.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار