ورشة عمل الرؤية الاستثمارية التنموية لمحافظة طرطوس.. تفتح آفاقَ ومقوماتِ التطوير السياحي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – سمر رقية:
أطلقت محافظة طرطوس اليوم ورشة عمل بعنوان “الرؤية الاستثمارية التنموية للمحافظة”، بالتعاون مع مجلس المدينة ومديرية السياحة وكلية الهندسة المعمارية بطرطوس وفرق تطوعية أخرى، في منتجع جونادا.
بدأت الورشة بعرض فيلم وثائقي مصوّر نقل جمال مدينة طرطوس السياحي، وأخذنا في رحلة تعريفية ترفيهية إلى مكامن الجمال والروعة المهملة عن سبق الإصرار والتصميم، بدءاً من جزيرة أرواد والمدينة القديمة إلى مكامن الجمال في الجبال والأنهار والمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية في مناطق المحافظة كافة، وعرضت أسرار الكهوف والمغاور والسدود والأبراج والقلاع والجبال الشامخة ليحكي كل موقع حكايته التي حفرت في الذاكرة، واعدة بغدٍ أجمل.
محافظ طرطوس أحمد الشامي أكد في كلمة الافتتاح أهمية محافظة طرطوس سياحياً بموقعها على حوض البحر الأبيض المتوسط، ووجود شاطئ مميز قادر على تقديم كل الفرص الاستثمارية وتوجيهها بأفضل حال من خلال إطلاق منشآت سياحية.
وأشار إلى سياسة الإغلاق الممنهجة والمقصودة أمام الاستثمارات السياحية في المناطق الجبلية أيام النظام البائد، رغم امتلاكها مقومات رائعة لا تناسب الزمن الذي نعيشه، وعدم السماح للمناطق الجبلية بالنهوض في أي مجال.
ولفت إلى أنه علينا طي صفحة الماضي لامتلاكنا مناطق جبلية غاية في الروعة والجمال، وتنتظر من ينقذها من قاع النسيان والإهمال، فريفنا جدير بالاستثمار والتقدم والحضارة، وذلك لإيجاد واقع اقتصادي قوي للمحافظة، وإيجاد فرص عمل لأبناء المحافظة، وفتح أبواب المحافظة أمام ثقافة الآخر وبقوة، لما لذلك من منافع للمحافظة وأبنائها.
وشدد المحافظ على التركيز على الاستثمارات في المنشآت الصناعية، فطرطوس تمتلك أيضاً مقومات زراعية، إضافة لارتباطها بالبحر عن طريق السفن، وكذلك التركيز على المنشآت الجامعية لتوحيد رؤى شاملة ومتكاملة عن المحافظة لنصل في النهاية إلى المكان الصحيح.
من جهته، مدير سياحة طرطوس بسام عباس أكد أهمية هذه الورشة، لأنها تعكس إرادة شعب حقيقية نحو إعادة إعمار سوريا الجديدة من خلال رؤى ستُطرح خلال الورشة، لتتحول إلى واقع ملموس ينعكس بالخير على المحافظة وأبنائها، وذلك من خلال عروض استثمارية وتنموية تنهض بالتطوير السياحي.
وقدمت مديرية السياحة عرضاً تضمن كافة المقومات السياحية والفرص الاستثمارية والرؤى والمقترحات ومشاريع التطوير السياحي.
رئيس مجلس مدينة طرطوس شادي حليمة أشار إلى رؤى وأسس عامة لجذب الاستثمار ضمن المدينة، ورفع هذه الرؤى والمقترحات التي ستخرج بها الورشة إلى الهيئة العامة للاستثمارات السورية للمصادقة عليها.
كما قام المجلس بعرض مصوّر عن الواجهة البحرية الشرقية لمدينة طرطوس، أوضح التعديلات التي طرأت على الواجهة، والمشاكل التي تعترض العمل، وأهمها مشكلة التشابك العقاري، رغم تشكيل لجنة مهمتها حل مشكلة التشابك العقاري.
رئيس المجلس نوّه بأن مشكلة الكورنيش البحري قديمة جداً وتتخطى الـ30 عاماً، واليوم مشكلة العقارات الموجودة في السابق كان المالك شخصاً واحداً، واليوم بات المالك حوالي 50 شخصاً (ورثة)، وطرح رؤية للحل وهي إلزام المالكين بالترخيص لحل المشكلة مبدئياً، ومن لم يُرخص يُعرض للاستثمار.

وفي حديثه عن الاستثمارات القديمة ومستثمريها، أكد أن المجلس على استعداد للمتابعة معهم شرط الجدية، في حال تقدموا خطوة للأمام، من جهته مجلس المدينة سيقدم خطوتين، ما يعني ذلك عدم التخلي عن المستثمرين القدامى الجادين في متابعة العمل مع المجلس الحالي، رغم وجود عشرات المستثمرين من خارج.
عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة طرطوس الدكتور شعيب إبراهيم أوضح أن مشاركة الجامعة في الورشة هي مشاركة الأولى، فنحن في كلية الهندسة المعمارية نعمل على دراسة الواقع العمراني في محافظة طرطوس من خلال مشاريع تخرج للطلاب الباحثين، ونقدم حلولاً عملية قابلة للتنفيذ.


ولافتاً إلى أن ما يميز هذه المشاركة هو أننا نضع خبراتنا العلمية ومخططاتنا المدروسة في خدمة الجهات المعنية، لتكون الأساس الذي يُبنى عليه أي مشروع تطوير أو تخطيط مستقبلي. فنجاح أي مبادرة يتطلب مخططاً واضحاً ومدروساً، ونورمات معينة، وأي انحراف عنها قد يؤدي إلى تشويش في عملية التطوير، مؤكداً أن العمل العلمي المنهجي هو الأساس في أي عملية بناء أو تطوير عمراني.

Leave a Comment
آخر الأخبار