الحرية– محمد زكريا:
مع لحظة دخولك إلى مقر مديرية نقل دمشق الواقعة في منطقة الزبلطاني، ينتابك الكثير من التساؤلات، ترافقها حالة من الاستغراب لحال هذه المديرية، والذي قد يشبه في كثير من الأحيان حال بقية المديريات في المحافظات الأخرى. ويبقى السؤال المهم متى تعود مديريات النقل إلى العمل من جديد، والبدء في تنفيذ المعاملات الخاصة بالمركبات؟
والملاحظ أن المشهد القائم في عمل مديريات النقل في المحافظات خلال الفترة الحالية لا يقارن بالفترات الماضية لجهة الخدمات المقدمة لأصحاب المركبات، أو لجهة عدد المراجعين لتلك المديريات، إذ إن الواقع الحالي يقتصر على تقديم عدد قليل من الخدمات الخاصة بنقل وتجديد ترخيص المركبات، وبالتأكيد هذا الواقع له مبرراته المتعلقة بالأمور الفنية والأمور التنظيمية، لكن أن يستمر التوقف وإلى وقت غير معروف، بالتالي هنا تكمن المشكلة، وهي تعطل مصالح المواطنين وتراكم في إنجاز معاملات السيارات.
هموم وشجون
المهم أن وزير النقل الدكتور يعرب بدر يعي مخاطر هذا التوقف، ومدى حجم الضرر في حال التأخر بتنفيذ المعاملات الخاصة بالمركبات، ولاسيما أنه مطلع عن كثب على تفاصيل وهموم وشجون مديريات النقل منذ زمن بعيد، ومع ذلك فتح الوزير خط تواصل مباشر مع أصحاب المركبات من خلال صفحته على الفيسبوك لتلقي الشكاوي الخاصة بمعاملات المركبات، ومع كثرة الشكاوي في هذا الخصوص، زار الوزير بدر مديرية نقل دمشق اليوم، بغية الاطلاع عن قرب على المشكلات التي تعترض عمل المديرية، والتي هي نموذج حي لبقية زميلاتها من المديريات الأخرى.
حلول عاجلة
وأوضح الوزير بدر أنه تلقى خلال الفترة الماضية العديد من الشكاوى، والتي تتمحور في تسجيل المركبات المستوردة، التي دخلت القطر منذ بداية التحرير، إضافة إلى المعاملات الخاصة بعملية نقل ملكية المركبة، مبيناً الأسباب التي حالت دون إنجاز معاملات هاتين الخدمتين، المتعلقة بالأمور الفنية، والمرتبطة برخص السير، على أن يكون حلها خلال الأيام القليلة القادمة، وأخرى تنظيمية، وهي مرتبطة بالعديد من الرسوم الموجودة على تسجيل المركبات لأول مرة، بحيث يكون حلها أيضاً خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ونوه بدر بأن الوزارة جادة في حل هذه التشابكات من خلال التواصل مع وزارة المالية والداخلية والعدل لوضع حلول عاجلة لمشكلات «براءات الذمة، الوكالات، إذاعات البحث».
مشكلة الدفع الإلكتروني
وبين بدر أن المشكلة الرئيسية الحاصلة الآن في نقل دمشق هي الدفع الإلكتروني، حيث تتعرض الشبكة إلى كثرة الأعطال الخارجة عن إرادة الوزارة، وبالتالي يتم التأخير في إنجاز المعاملات، وأنه سيتم التواصل مع الاتصالات لحل هذه المشكلة الطارئة. مشيراً إلى أن الوزارة بصدد دمج قاعدة بيانات نقل إدلب مع القاعدة الرئيسية للبيانات ليتم الربط الشبكي مع كل مديريات النقل، وبالتالي تكون قاعدة بيانات واحدة لكل المركبات السورية.
واطلع الوزير على أقسام عمل المديرية، ومنها قسم لوحات السيارات الذي يعاني من ضعف مخزون اللوحات الجديدة للسيارات، حيث الحاجة إلى ألف لوحة يومياً، في حين يصل التوريد إلى 300 لوحة. كما استمع الوزير في نهاية الزيارة إلى مشكلات وهموم وشجون بعض المراجعين والمتعلقة بنقل وتسجيل السيارات، طالباً من المعنيين معالجة وحل مشكلات المراجعين دون عراقيل.
عودة العمل
مدير النقل بدمشق مأمون عبد النبي أشار إلى أن المديرية تستعد إلى إطلاق جميع الخدمات التي تخص المركبات في الوقت القريب، ولعل من أهم المعاملات التي تسعى المديرية إلى تقديمها هي تسجيل السيارات المستوردة ونقل ملكية المركبات، إضافة إلى تجديد الترخيص وغيرها من المعاملات، وأنه يمكن تفعيل بعض الدوائر التابعة للمديرية لتقديم بعض الخدمات، وذلك حسب ما هو متاح فنياً.
وبين عبد النبي وجود حالات من التزوير والسرقات لبعض المركبات، حيث تم اكتشاف قسم كبير من تلك السيارات المسروقة، وتم التعامل معها وفق الإجراءات القانونية.