الحرية- حسام قره باش:
وأخيراً صدر سعر الشراء للقمح الذي كان عادة يصدر قبل بدء موسم التسويق إلى مراكز الاستلام، ما جعل الفلاح قبل ذلك يتردد ويتأخر في تسليم محصوله من القمح، فمن المتوقع أن ترتفع وتيرة تسويق الأقماح خاصة بعد أن أصدر السيد الرئيس أحمد الشرع المرسوم 78 لعام 2025 القاضي بمنح كل مزارع يسلم أقماحه إلى المؤسسة السورية للحبوب مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولاراً عن كل طن قمح، بالإضافة إلى سعر شراء القمح القاسي درجة أولى دوكما الصادر عن وزارة الاقتصاد والصناعة المحدد بـ 320 دولاراً للطن الواحد.
وللوقوف على سير عملية تسويق الأقماح إلى مراكز الشراء المعتمدة في محافظة ريف دمشق، أوضح رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها خالد معتوق في تصريحه لصحيفتنا “الحرية”، أنّ عملية توريد الأقماح لموسم 2025 إلى مراكز الشراء المحددة في ريف دمشق وعددها أربعة، تتركز في (السبينة وعدرا والغزلانية والكسوة) قد بدأت من 1/6 إلّا أنّها لغاية الآن ضعيفة جداً وتكاد تكون الاستلامات صفراً في بعض المراكز ومن المحتمل أن تتصاعد حركة التسليم للمراكز بعد أسبوع لأن القمح في ريف دمشق يتأخر قليلاً في حصاده ودرسه عن بقية المحافظات الأخرى.
معتوق في تقييمه للموسم الحالي أشار الى صعوبة تقدير إنتاج محافظة ريف دمشق من القمح هذا الموسم، كما أن الوضع ليس كالمأمول وضعيف جداً من ناحية الإنتاج لعدة أسباب أبرزها الجفاف وقلة الأمطار وعدم توفر الكهرباء لتشغيل الآبار وغلاء المازوت ومستلزمات الإنتاج الأخرى وعدم توفرها، متوقعاً أن يعطي الدونم الواحد حسب التقديرات خلال هذا الموسم ما بين 100-200 كغ كحد أقصى بعد أن كان يعطي من 500-600 كغ.
وأشار معتوق إلى أنّ هناك أراضيَ واسعةً زُرعت قمحاً، وتحولت إلى الرعي بما لا يقل عن 50٪ من نسبة الأراضي المزروعة هذا العام والمقدرة بمساحة 6560 هيكتاراً بعد أن كانت العام الفائت تقدر بمساحة 18609هيكتارات أي بما يعادل الثلث، ويعود ذلك إلى إهمال من النظام البائد لهذا المحصول الإستراتيجي المهم.
ورأى أنّ الوضع سيئ بشكل عام إلّا أنه أفضل نوعاً ما ببقية المحافظات بسبب المساحات الشاسعة المزروعة بالقمح والتي تعوض قليلاً الإنتاج على عكس محافظة ريف دمشق، مؤكداً أن الخطة القادمة ستركز على محاولة إقناع الفلاح أن يزرع أرضه بالقمح ودعمه قدر المستطاع بشكل حقيقي على أرض الواقع لا مجرد وعود خلبية كما كان سائداً في النظام السابق، ما أضعف الإنتاج كثيراً وجعل الفلاح يحجم عن زراعة أرضه بالقمح.
وفي السياق ذاته، بيّنت رئيسة قسم التسويق في اتحاد الفلاحين المهندسة رنا القاسم لـ”الحرية” عدم وجود استلامات لتاريخه بسبب تأخر إصدار التسعيرة التي كان ينتظرها الفلاح لتسويق محصوله، مشيرة إلى أنها من خلال المتابعة وآراء بعض الفلاحين، يعدّ الموسم الحالي غير ناجح بكل المقاييس، حيث لم يتلقَ الفلاحون أي مساعدة بدءاً من عدم توفر المياه الكافية للري والتأخر في تسليم المبيدات وعدم توزيع السماد عليهم، ما جعل كل المؤشرات تدل على أن الموسم الحالي أضعف المواسم، وبالتالي أراضٍ كثيرة لم تزرع بالقمح هذا العام وتركت بوراً.
وحسب تقديرها فإنّ الموسم الحالي أقل من الموسم السابق الذي وصلت إجمالي الكميات المستلمة خلاله إلى حوالي 24 ألف طن تقريباً.
وأضافت: إنّ كثيراً من الفلاحين أكدوا لها أن حشرة السونة أثرت في حبة القمح هذا العام بشكل كبير بسبب التأخير في تسليم المبيدات الحشرية، إضافة لقلة الأمطار ما جعل حبة القمح ضعيفة وبعضها فارغ وليست غنية بالغلوتين كما هو معروف عن القمح السوري القاسي وتكاد لا تصنف حسب جدول مقاييس الشراء كدرجة أولى أو ثانية وهذا يعود لتقدير اللجان في مراكز الاستلام.
وسط توقعات غير متفائلة بموسم مقبول… هل تتحسن عملية التسويق في ريف دمشق بعد تحديد سعر شراء طن القمح

Leave a Comment
Leave a Comment