«وصية مريم» ضمن المهرجان الدولي للمونودراما تراجيديا الإنسان السوري على خشبة المسرح

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:

ضمن المهرجان الدولي للمونودراما بدورته الحادية عشرة الذي تقوم بتنظيمه “هيئة الثقافة والإعلام” في إمارة الفجيرة يقدم بعد غدٍ في 16 من الشهر الحالي العرض المسرحي السوري “وصية مريم “، تأليف: جمال آدم وتمثيل: محمد حداقي.. إخراج وسينوغرافيا: د. عجاج سليم وإنتاج خاص بدعم من دائرة الثقافة في إمارة الفجيرة.

حول فكرة العرض قال د.عجاج سليم مخرج المسرحية: التحضير للعمل كان عبارة عن ورشة عملية على النص من أجل صياغة نص العرض النهائي والغوص في أبعاد وأعماق الشخصية من أجل الوصول إلى عرض يقدم البطل “جليدان” وهو الشخصية المكثفة لأوضاع كل سوري حر رفض الاستكانة أو الخضوع لأوامر الواقع المخزي أثناء حكم الطغيان وهذه الورشة والبروفات كانت تتم بمشاركة المؤلف والممثل والمخرج لتكون النتيجة التي قدمناها برضى عن النفس مصدره أننا جميعاً عشنا الآلام والمعاناة نفسيهما.

وأضاف: نص مريم يغوص في أعماق بطل العرض من خلال أحداث عاشها “جليدان” وبشكل يكثف آلام وهو نموذج السوري المتعب من الموت والجوع والذل الممنهج داخل وطنه وحتى خارجه.

ونوّه بأن العرض يقدم بطله “جليدان” في ساعاته الأخيرة على كوكب الأرض، وهو الذي يصرخ بالموت أن يحضر وينتشله من آلامه هذه هي تراجيديا الإنسان السوري الذي هرب من الموت وحاول الدخول إلى بلد.. إحدى الدول الشقيقة.. ولكن بسبب الشروط التعجيزية للسماح بدخول البلد الشقيق يحاول العودة إلى بلده ولا يستطيع وهو السجين السابق الهارب من جحيم الحرب. فيعلق على الحدود بين البلدين بانتظار نهاية سعيدة كانت أم حزينة.

وعن دخوله تجربة العمل الإخراجي للنص المونودرامي أكد سليم أنها تجربة صعبة وامتحان لقدراته فعلى المخرج أن يتغلغل في روح الممثل وأن تتجسد حلوله الإخراجية من خلال رسم أدق التفاصيل في الحركة أو الفعل التمثيلي أو الحس والشعور الدقيق دون أي فذلكة أو استعراض للعضلات الإخراجية لأن وقوف ممثل لوحده على الخشبة لا يضمن نجاحه إلا طاقة وجهد وموهبة المخرج التي تظهر من خلال أداء الممثل المتميز حيث تم اللعب على المساحة الفارغة من الخشبة إلا من بعض الصناديق وحاجات البطل الضرورية والشغل على الضوء والصوت والموسيقا والإبداع المرتبط بكيفية تعامل الممثل مع الحدث أو ردود أفعاله على ما يحدث من حوله، لتكون رسالته واضحة ليس من خلال الكلمة فقط، بل بالمعنى الذي يحمله للكلمة ضمن ظروف يعرف عنها المشاهد الكثير من الحالات التي تشبهها، وبإشارات تجد عند المتلقي استقبالاً حسناً لأن دلالاتها عاشها ويعيشها المواطن السوري والذي انتقل من خوف إلى خوف.

وأشار الكاتب المسرحي جمال آدم إلى أن المونودراما على علاقة جدلية بالارتجال فلا نص درامياً بلا ارتجال وهو يحتاج إلى حنكة كبيرة من الممثل لمواجهة نفسه فلا مجال للتفكير أو وجود من يسلمه مفاتيح الارتجال بل عليه أن يخترع أساليب جديدة بناء على المعطى الحركي والأفكار المتشعبة فهي قادرة على أن تعبر عن فكرة العرض كونه قائماً على التكثيف ويعتبر من أصعب أنواع الفنون المسرحية لأن الممثل يكون في مواجهة مباشرة لكل المشاكل التي يجب أن يعبر عنها وهي مختلفة ومغايرة للسائد وصعبة للغاية فلا أحد يجلس يتحدث عن نفسه إلا من كان قد عاش الخيبات بعد أمل وهزائم فردية.

واستكمل قائلاً: كنت أود أن تكون المعالجة الدرامية أقل قسوة وأقل قهراً من الحياة التي يعيشها المواطن السوري ولكن للأسف شعرت أنني دخلت متاهات كثيرة لدرجة أنني توقفت عن كتابة النص عدة مرات فالنص استنزفني كثيراً ولكنه أنجز أخيراً منذ ثلاثة أشهر وعندما طرحته على د.عجاج سليم للاستئناس برأيه كانت رغبتي أن يقوم بإنجازه وهذا ما حدث وتم الاتفاق على أن يقوم ببطولته الفنان محمد حداقي الذي قدم تصورها ديناميكياً لهذا النص وعبر تجربة مختلفة، إذ إنه حريص على أن يترك أثراً درامياً في أي عمل يقدمه.

Leave a Comment
آخر الأخبار