الحرية – باسمة اسماعيل:
شهدت محافظة اللاذقية أول حالة تسمم من سمكة البالون لعائلة مكونة من أب وأم وطفليهما، وهذه الحالة أدت لوفاة الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات، من جراء إصابته بتسمم حاد بعد تناول سمكة البالون السامة (المعروفة أيضاً باسم الفوغو)، في حادثة أثارت مخاوف واسعة لدى المواطنين لربطها بحوادث تسمم من هذه السمكة في كل عام، بسبب جشع بعض الصيادين وتراخي الجهات المعنية في مراقبة بائعي الأسماك الجوالين وغيرهم من ضعاف النفوس.
وفي متابعة لتفاصيل الحادثة، تواصلت صحيفتنا “الحرية” مع مديرية صحة اللاذقية للوقوف على حيثيات وملابسات الحادثة.
حيث أفاد مصدر مسؤول في المديرية بأن العائلة المتضررة، والمكوّنة من الأب والأم وطفليهما (13 و8 سنوات)، وصلت إلى المشفى الوطني عصر أمس بعد تناولها سمك البالون السام.
وأوضح المصدر أن أفراد العائلة أدخلوا على الفور إلى أقسام الطوارئ، نظراً لظهور أعراض التسمم الحاد.
وأشار المصدر إلى أن الحالة الصحية للطفلين كانت الأشد خطورة وبحالة حرجة، إذ تم وضع الطفل الأكبر على جهاز التهوية الآلية في العناية المشددة في المشفى الوطني، بينما نُقل الطفل الأصغر إلى مشفى التوليد والأطفال ووضعه على جهاز التهوية الآلية، حيث فارق الحياة اليوم رغم كل محاولات الإنقاذ.
وأكد المصدر أن حالة الوالدين مستقرة، إلا أن الطفل البالغ من العمر 13 عاماً مازالت حالته حرجة وتحت المراقبة والعناية الفائقة بمتابعة طبية دقيقة.
جهل خطير وتحذيرات رسمية
وبيّن المصدر أن العائلة حصلت على السمك من أحد الصيادين المحليين، مشيراً إلى أن الأب صياد أيضاً، لكنه ظنّ كما هو يشاع رغم كل التحذيرات من سميتها، أن غسل السمكة وتقطيعها وطبخها كافية لإزالة سميتها، وهو اعتقاد خاطئ وخطير.
وفي هذا السياق، أصدرت مديرية صحة اللاذقية تعميماً عبر صفحتها الرسمية في المحافظة، تحذّر فيه بشدة من تناول سمكة البالون، مذكرة بأن سمك البالون سام ويمكن أن يكون قاتلاً، لاحتوائه على مادة التترادوتوكسين التي تؤدي إلى شلل مترق ينتهي بشلل العضلات التنفسية، ويؤدي لتثبيط تنفسي، ما يؤدي للوفاة في حال كانت كمية السم المتناولة كبيرة.
وأوضح المصدر أنه يجب الانتباه إلى أمر في غاية الأهمية، وهو أنه لو تم تنظيف السمك وتقطيعه إلى شرائح، ومن ثم تم طهوه جيداً لا يقضي على السم، إذ يمكن للمادة السامة أن تكون خرجت من الغدد إلى الشرائح وجعلتها سامة، ما يجعل السمكة خطراً قاتلاً مهما بلغت درجة العناية في إعدادها، ويجب الامتناع عن شراء سمك البالون العادي أو الشرائح وتناوله.
حظر قانوني ومساءلة للمخالفين
وشدد المصدر على أنه من المتعارف عليه أن بيع سمكة البالون محظور بشكل صريح من قبل مديرية حماية المستهلك، وأيضاً الهيئة العامة للثروة السمكية تمنع اصطيادها أو تداولها، مؤكداً أن أي مخالفة تُعرّض مرتكبها للمساءلة القانونية.
وختم المصدر حديثه بدعوة المواطنين إلى الامتناع الكامل عن شراء أو تناول هذا النوع من الأسماك، حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم، وعدم شرائهم من باعة جوالين..إلخ، مشيراً إلى أن التوعية المجتمعية بهذا الخطر باتت ضرورة ملحة.
ومن خلال متابعة صحيفتنا “الحرية” في كل عام تحدث حالات تسمم من هذه السمكة، أو الشراء من الباعة الجوالين، وهنا كمتابعة أنوه بأن سبب الشراء جهل الكثير من المواطنين لأنواع السمك، ورخص سعر تلك السمكة، وقلة ضمير بعض الصيادين الذين يعلمون أنه يجب عليهم إتلافها، وعدم إعادتها حية إلى المياه عند ظهورها في حصيلة الصيد، وضعف من مراقبة الجهات المعنية.