الحرية- علاء الدين إسماعيل:
في تطورٍ أثار استنكاراً واسعاً، أعلن أهالي جبل السماق من طائفة الموحدين المسلمين الدروز في ريف إدلب تنظيم وقفة احتجاجية اليوم، وذلك رفضاً واستنكاراً لما عدّوه تصرفاً غير مسؤول من قبل بعض الجهات في السويداء، حيث تم رفع علم إسرائيل في تظاهرة اليوم، تأتي هذه الوقفة في إطار التعبير عن الغضب والسخط إزاء هذا التصرف الذي يمس مشاعر الشعب السوري ويهدد تاريخه وكرامته، خصوصاً في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها المنطقة.
وخلال وقفتهم الاحتجاجية رفع المُنظمون لافتات وشعارات تندد برفع علم إسرائيل، وتؤكد على وحدة الصف والتضامن والوحدة الوطنية، وسط رفض كامل لرفع علم الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً أن القضية تعدّ من الثوابت الوطنية للمجتمع السوري، الذي يتطلع إلى الحفاظ على هويته وعقيدته، بعيداً عن أي ممارسات أو مواقف تهدد موقفه المبدئي من القضية الفلسطينية.
الوقفة تأتي رداً على حدث محدد، وهو رفع علم إسرائيل في السويداء، وهو تصرف عدّه أبناء جبل السماق إهانة للمبادئ والقيم التي تربوا عليها، معتبرين أن رفع العلم يمثل تجاوزاً للخطوط الحمراء، ويشجع على الاعتراف ضمنياً بقوة الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية والحقوق العربية، كما أن هذه الوقفة تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، حيث تتكرر الدعوات من قبل المجتمع السوري إلى مقاومة التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي ، وترسيخ مبادئ الكرامة والتمسك بالمبادئ الوطنية.
على الصعيد السياسي، عكست هذه الوقفة حجم القلق الذي يعيشه أبناء جبل السماق نتيجة استمرار التطورات الإقليمية، وضرورة التعبير عن موقف موحد يندد بأي ممارسات قد تسيء إلى الهوية الوطنية، كما أكدوا على وحدة المجتمع السوري في موقفه الرافض لأي تجاوزات أو ممارسات تضر بالمبادئ التي تأسس عليها، وتستلزم حشد الجهود للحفاظ على النسيج الاجتماعي والوطني في المنطقة.
أما على الصعيد الاجتماعي، فإن هذه الوقفة تُظهر مدى الحس الوطني والانتماء العميق الذين يتمتع بها أبناء جبل السماق، والذين يرفضون أي استغلال قد يهدد استقلالية وكرامة الشعب السوري وتُعدّ فرصة لإعادة التأكيد على القيم الأصيلة التي تؤمن بها الطائفة، وتوحيد الصفوف ضد ما يُخلّ بوحدتها وتاريخها النضالي.
إن تنظيم أهالي جبل السماق بريف إدلب لهذه الوقفة هو رسالة واضحة إلى كل من يحاول المساس بمبادئهم وقيمهم الوطنية، ويؤكد تمسكهم بالموقف الرافض لأي شكل من أشكال الترويج لرموز الاحتلال الإسرائيلي، ويعبّر عن عمق الوعي والشعور بالمسؤولية تجاه قضيتهم، وضرورة الحفاظ على وحدة موقفهم في مواجهة التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة على المنطقة بشكل عام.
هذه الوقفة ليست مجرد احتجاج عابر، وإنما رسالة عن الروح الوطنية والإصرار على مقاومة كل أشكال الاختراق التي تهدد هويتهم وكرامتهم.