اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى وخطوات السلام القادمة

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- متابعة أمين سليم الدريوسي:

شهدت الساعات الأخيرة أمس إعلاناً مشتركاً من قطر والولايات المتحدة حول التوصل إلى اتفاق شامل بتوافق دولي يقود إلى انفراجه تاريخية بشأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد جهود دبلوماسية مكثفة شاركت فيها مصر وتركيا، الاتفاق يتضمن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وفتح المجال لدخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى إنهاء الحرب وبدء عملية إعادة الإعمار.

بداية التحول السياسي

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، أن جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى تم الاتفاق عليها بالكامل، مشيراً إلى أن التفاصيل ستُعلن لاحقاً، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عبر منصته «تروث سوشيال» أن «إسرائيل» و«حماس» وقعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، تمهيداً لسلام دائم ومستقر في المنطقة.
فيما قالت الأمم المتحدة إنها تدعم التنفيذ وتدعو للالتزام الكامل، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، داعياً إلى الالتزام الكامل ببنوده، والإفراج عن الرهائن، ووقف القتال بشكل نهائي.
كما شدد على ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكداً استعداد الأمم المتحدة لدعم تنفيذ الاتفاق وتوسيع نطاق المساعدات وتعزيز جهود التعافي في غزة، مع دعوة صريحة لاغتنام هذه الفرصة لإطلاق مسار سياسي ينهي الاحتلال ويحقق حل الدولتين.
وهكذا تكون غزة أمام فرصة تاريخية لإعادة البناء والسلام إذ يمثل الاتفاق نقطة تحول في مسار الصراع، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والإنساني، مع دعم دولي متزايد، وتوجهات أوروبية للضغط على إسرائيل، وتبدو غزة أمام فرصة حقيقية لإعادة البناء، وتحقيق سلام شامل يضمن الحقوق الفلسطينية ويؤسس لتعايش آمن في المنطقة.

ردود الفعل الرسمية وتفاصيل تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق

إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً حكومياً اليوم الخميس للمصادقة على الاتفاق، واصفاً الحدث بأنه «يوم عظيم لإسرائيل»، وموجهاً شكره للرئيس ترامب على التزامه بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وأكد مكتب نتنياهو لاحقاً أنه تحدث هاتفياً مع ترامب ودعاه لإلقاء خطاب أمام الكنيست، حيث هنّأ كل منهما الآخر على ما وصفاه بـ«الإنجاز التاريخي».
في الجانب الميداني، أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير تعليمات لقواته بالاستعداد الكامل لأي سيناريو، مع التركيز على قيادة عملية إعادة المحتجزين بحساسية ومهنية.
من جهتها، أعلنت حركة حماس التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويشمل انسحاب القوات الإسرائيلية ودخول المساعدات وتبادل الأسرى، مشيدة بجهود الوسطاء والدور الأمريكي في الوصول إلى هذا التفاهم.
وبحسب مصادر مطلعة، سيجري التوقيع الرسمي على الاتفاق في مصر ظهر الخميس، بعد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في منتجع شرم الشيخ، ومن المتوقع أن تبدأ عملية تبادل الأسرى خلال أول 72 ساعة من تنفيذ الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين، أحياء كانوا أو أمواتاً، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بالخط الأصفر في غزة.

إدارة دولية لغزة بعد الحرب ومصير الحكم محل جدل

الاتفاق يستند إلى إطار عمل مكوّن من 20 نقطة اقترحه الرئيس الأمريكي، ويتضمن في مرحلته الأولى تبادل الأسرى، انسحابات إسرائيلية مجدولة، وإطلاق سراح 250 من المحكومين بالمؤبد و1700 معتقل فلسطيني، أما المرحلة التالية فتشمل إنشاء هيئة دولية باسم «مجلس السلام»، يرأسها ترامب ويضم شخصيات دولية بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بهدف إدارة غزة بعد الحرب.
ورغم دعم دول عربية للخطة، فإن حماس ترفض أي حكم أجنبي للقطاع، وتصر على تسليم الإدارة لحكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف السلطة الفلسطينية، وتشير التوقعات إلى أن قائمة المعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم تشمل شخصيات بارزة، كانت ملفاتهم سابقاً خارج نطاق التفاوض، ما يعكس حجم التنازلات التي أفضت إلى هذا الاتفاق.
وفي تطور لافت، أقر البرلمان الإسباني قانوناً يحظر بيع وشراء الأسلحة من «إسرائيل»، بهدف الضغط عليها لوقف ما وصفه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بـ«حرب الإبادة في غزة». القانون يشمل أيضاً إجراءات عاجلة لدعم الفلسطينيين، ويمنع تصدير أو استيراد المعدات العسكرية والتكنولوجيا، إضافة إلى حظر عبور شحنات وقود الطائرات عبر الأراضي الإسبانية.

Leave a Comment
آخر الأخبار