الحرية- متابعة مها سلطان:
تعود صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى الأيام الثلاثة التي غابها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المشهد اليومي الذي اعتاده الأميركيون (والعالم).. ولأنه غياب غير مسبوق فإن الشائعات حوله وصلت إلى حد الاعتقاد بوفاته، ولكن أين كان ترامب ولماذا لم يظهر إلى العلن وهو المعروف بحب الظهور والتصريح بشكل يومي تقريباً؟
وتعتقد الصحيفة، في مقال للكاتب جوزيف إبستاين، أن ترامب قضى معظم عطلته بين لعب الغولف وقضاء الوقت مع عائلته. ويشير ابستاين إلى سعادته بذلك الغياب القصير لترامب، معللاً ذلك بالسأم من «حديثه المستمر عن إنجازاته، وإهانة أعدائه، وتهديد بقية العالم بالرسوم الجمركية».
لكنه تحدث بالمقابل عن «طاقة استثنائية» يتمتع بها ترامب، قائلاً: لم يسبق لرئيس في التاريخ الحديث أن كان حاضراً أمامنا باستمرار كما ترامب.
ووفقاً للكاتب فإنَّ المشكلة تكمن في شخصية ترامب، التي لا ترضي الجميع، وأنَّ المشكلة الأكبر هي التداخل المستمر للسياسة في حياتنا الذي جلبته رئاسة ترامب.
ويقول إبستاين: إن التعهد بجعل أمريكا عظيمةً مجدداً هو أحدث وعد سياسي، وربما الأكثر إلحاحاً تاريخياً، وأصبح مؤسسه ترامب «حاضراً في حياتنا العامة بشكل متكرر إلى درجة أن غيابه خلال عطلة يوم العمال أثار إشاعة وفاته».
وأضاف: سواء أحببته أم كرهته، يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يكون محايداً تجاه ترامب. إنه تجسيد للانقسام السياسي.
واقتبس الكاتب حديثاً للفيلسوف الإنكليزي، مايكل أوكيشوت، يقول فيه: الاهتمام العام والانشغال بالسياسة هو العلامة الأكيدة على التدهور العام في المجتمع، معتبراً أنَّ الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي كانت تعيش مع هذا الانشغال السياسي.
واستشهد الكاتب بحديث أوكيشوت بأنَّ «السياسة فن العيش معاً والتعامل العادل مع بعضنا بعضاً، وليس فرض أسلوب حياة، بل تنظيم حياة مشتركة» مضيفاً إنَّه بينما تقدم السياسة وعوداً بشأن المستقبل، فقد كان أوكشوت يفضّل العيش في الحاضر.
ورأى في هذا الصدد، أن الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة لا يتفقان مع هذا، فكل منها يدّعي أنه وحده يعرف الطريق إلى حياة مثالية.
وبينما أعرب ابستاين عن إعجابه بالعديد من سياسات ترامب مثل «دعمه لإسرائيل، ومكافحته للجريمة في المدن، ورغبته في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية» لكنه في ذات الوقت يكره «غروره وتباهيه وتدفق إهاناته المتواصل». وقال: إن الانشغال بالسياسية من غير المرجح أن ينتهي حتى بعد مغادرة ترامب لمنصبه.
ولذلك، يقترح الكاتب حظر السياسة في أيام معينة من السنة، على غرار تلك العطلات التي تُغلق فيها البورصة.