يصيب الشباب في عمر مبكر… “النوم المتقطع” ظاهرة تتطلب تدخلاً علاجياً

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا عبد:

يواجه بعض الأشخاص صعوبة في النوم ليلاً، أو قد ينامون لفترة قصيرة وبعدها يستيقظون وهو ما يُطلق عليه عادةً “ظاهرة النوم المتقطع “حيث تصفه أخصائية الصحة النفسية د. غالية أسعيد  أنه نمط شائع يحدث خلاله انقطاع أو تكرار للإستيقاظ ليلاً، ولكن لا يُصنف بشكل محدد كاضطراب مستقل في علم النفس أو الطب إلا إذا كان يؤثر بشكل كبير على الصحة ويستمر لفترة طويلة.

وتوضح أسعيد أنه في علم النفس يطلق عليه متلازمة لأنه يُستخدم عادة للإشارة إلى مجموعة من الأعراض التي تحدث معاً وتشير إلى حالة  نفسية معينة، مثل متلازمة الأرق أو متلازمة الساقين القلقة، وإذا كان النوم المتقطع يسبب تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة العامة أو الأداء اليومي، يمكن حينها تصنيفه كاضطراب يحتاج إلى تدخل علاجي.

فالنوم ليس مجرد راحة، بل هو إعادة ضبط للنظام العصبي والعاطفي، وعندما يصبح متقطعاً، فهذا يعني أن العقل يعيش حالة تأهب وكأنه يرفض الاستسلام بالكامل.

وبحسب أسعيد فإن الأبحاث تشير إلى أن فرط نشاط الجهاز العصبي الودي هو السبب الرئيسي، حيث يبقى الدماغ في حالة استعداد لمواجهة مخاطر غير مرئية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الضغوط المزمنة.

وفي معرض حديثها ذكرت أسعيد لصحيفة الحرية أن هناك دراسة أظهرت أن الأفراد الذين يعانون من القلق واضطراب ما بعد الصدمة يستيقظون بشكل متكرر بسبب نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن معالجة الخوف كما وجدت دراسة أخرى أن الأشخاص المعرضين للضغوط الاجتماعية يعانون من نوم سطحي وكأن دماغهم يرفض الدخول في مراحل النوم العميق.

أسعيد أوضحت أنه وعلى الرغم من أن كبار السن يعانون منه بشكل أكبر إلا أن النوم المتقطع أصبح شائعاً لدى الشباب، والسبب الرئيسي هو فرط التحفيز العصبي والاستخدام المفرط للشاشات قبل النوم، والضغوط الأكاديمية والمهنية، والتفكير الزائد يجعل العقل نشطاً حتى أثناء الراحة ما يمنعه من الدخول في نوم عميق، كما أن الارتباط القوي بمواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من ضغط اجتماعي وتوقعات عالية يمكن أن يؤدي إلى نوم غير مستقر.

وبحسب أسعيد فإنه مع التقدم في السن ينخفض الميلاتونين، فيصبح النوم أقل استقراراً، لكن العامل الأهم هو التغيرات النفسية، مثل القلق الوجودي والشعور بالفقدان، ما يجعل الدماغ أكثر حساسية لأي محفز خارجي، وبإمكان الشخص أن يستعيد إيقاع النوم الطبيعي عن طريق تفريغ الأفكار قبل النوم عبر الكتابة أو التأمل، أو تهدئة الجهاز العصبي بتقنيات التنفس العميق والاسترخاء وكذلك إعادة برمجة الدماغ “بروتينات نوم ثابتة” مثل القراءة أو الاستماع لأصوات مهدئة والتعامل مع الجذور النفسية عبر العلاج السلوكي أو التحليلي، وفي النهاية النوم هو مرآة اللاوعي، ومن يفهمه يستطيع فك شيفرة ذاته بعمق.

Leave a Comment
آخر الأخبار