الحرية- بشرى سمير:
في عالم تتنوع فيه الأمراض بين المعدية والمزمنة والوراثية، يأتي مرض ضمور العضلات كواحد من أكثر الأمراض النادرة التي تؤثر على حياة المصابين بها بشكل كبير ، يتميز هذا المرض بفقدان الكتلة العضلية تدريجياً، ما يؤدي إلى ضعف الحركة والإعاقة الحركية في كثير من الحالات وهو ليس مرضاً واحداً بل هو مجموعة معقدة تضم أكثر من 50 نوعاً من الأمراض الوراثية المزمنة تتشارك في سمة أساسية، التدهور التدريجي والضعف في العضلات الهيكلية المسؤولة عن الحركة، يتجاوز تأثيرها الحركة ليشمل أحياناً عضلات القلب والجهاز التنفسي ما يجعل فهمها وتشخيصها مبكراً أمراً بالغ الأهمية.
ويبين الدكتور خالد محمود -اختصاصي في الأمراض العصبية والعضلية- في تصريح لصحيفتنا “الحرية” أن قوة العضلات ستنخفض بعد سن 50– 60 سنة، بنسبة 1.5 بالمئة تقريباً سنوياً وستنخفض بشكل أسرع مع تقدم العمر، حتى يبدأ في التأثير على الحياة اليومية بعد سن 65 عاماً وتعتبر هذه الحالة من متلازمة الشيخوخة وهي شائعة عند كبار السن إذ يصاب بها 1 من كل 3 من كبار السن بشكل عام و هناك عدة أنواع من هذا المرض المعروف منها:
انخفاض الكتلة العضلية
وأضاف: ضمور العضلات الدوشيني (DMD) ويصيب الذكور غالباً في الطفولة ويتطور بسرعة وهناك ضمور العضلات الشوكي (SMA) يؤثر على الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي، والنوع الثالث ضمور العضلات الطرفي يظهر في مرحلة البلوغ ويصيب العضلات الطرفية أولاً ولكل نوع منها أعراضه الخاصة لكن هناك أعراض عامة أجملها الدكتور محمود بضعف العضلات وصعوبة في الحركة و صعوبة في الجلوس أو المشي أو صعود الدرج و مشاكل في التنفس والبلع في الحالات المتقدمة و تشوهات في العمود الفقري بسبب ضعف العضلات الداعمة.
ولفت الى أنه يتم التشخيص عبر الفحص الجيني تحاليل الدم وخزعة العضلات بالإضافة إلى التقييم السريري من قبل أطباء الأعصاب
التدخل المبكر
ويحذر د. محمود من عواقب عدم التشخيص أو إهمال العلاج “التدخل المبكر هو كل شيء، بدون تشخيص وبرنامج تدخل متكامل، سيواجه المريض سلسلة من المضاعفات المتراكمة والمتفاقمة منها تقلصات وتشوهات المفاصل وضعف العضلات وعدم الحركة الكافية يؤديان إلى تقصير الأوتار وتيبس المفاصل، وقد يصبح المريض عاجزاً عن فرد ركبتيه أو كوعيه أو كفيه بشكل كامل ما يحد من الحركة المتبقية لديه حتى لو كانت قوة العضلات نفسها قابلة للحفاظ عليها جزئياً،
وضعف العضلات التنفسية هذا من أخطر المضاعفات لأن ضعف عضلات الصدر والحجاب الحاجز يقلل السعة الحيوية للرئتين ويصعب السعال لطرد الإفرازات ما يزيد بشكل كبير من خطر الالتهابات الرئوية الحادة والمتكررة ويؤدي في النهاية إلى فشل تنفسي يتطلب أجهزة تنفس صناعي وقد يؤدي بعض أنواع ضمور العضلات الى اعتلال عضلة القلب وهذا يؤدي إلى ضعف تدريجي في قدرة القلب على ضخ الدم ما قد يسبب أعراضاً مثل التعب الشديد وضيق التنفس وفي النهاية فشل قلبي.
وحذر الدكتور محمود من هشاشة العظام والكسور لأن قلة الحركة والاستخدام للعظام تضعفها، ما يزيد خطر الكسور حتى مع إصابات طفيفة.
لا يوجد علاج شافٍ
وحول امكانية التعافي والعلاج، أوضح الدكتور محمود أنه لا يوجد علاج شافٍ نهائياً لغالبية أنواع الضمور العضلي حتى الآن إلا أن العلاجات المتاحة والمستقبلية يمكن أن تحدث ثورة في مواجهة هذا المرض لوجود علاجات تعمل على زيادة إنتاج بروتين “SMN” الوظيفي ما يسهم في تحسين قوة العضلات والوظيفة التنفسية ومنع تدهور المرض كانت مذهلة في كثير من الحالات خاصة مع التشخيص والعلاج المبكرين جداً وهناك أبحاث واعدة جداً على علاجات جينية لضمور العضلات، اضافة الى وجود العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل وهذا ركن أساسي لا غنى عنه بالاعتماد على برامج التمارين المدروسة (تجنب الإجهاد) تحافظ على أقصى مدى حركة للمفاصل وتأخر حدوث التقلصات وتحافظ على القوة المتبقية باستخدام أجهزة المساعدة والدعم من الدعامات و العكازات و والكراسي المتحركة الكهربائية التي تحافظ على الاستقلالية والحركة و طبعاً إضافة إلى أن العلاج التنفسي لتحسين السعال والسعة الرئوية حيوي.”