حلب تروي تاريخها بالألوان.. “يوم للتاريخ” معرض فني يواكب ذكرى التحرير

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- أنطوان بصمه جي: 

احتضنت صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب معرضاً فنياً حمل عنوان “يوم للتاريخ”، والذي نظمته مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة المعلمين فرع جامعة حلب، وذلك في إطار فعاليات الاحتفاء بذكرى عيد التحرير، في خطوة تهدف إلى توثيق مرحلة فارقة من تاريخ المدينة عبر لغة الفن، ليقدم رؤية جمالية تخلّد شموخ المدينة وتاريخها العريق، وترسم بألوان الأمل ملامح المستقبل بعد سنوات من التحديات.

واحتضنت صالة اتحاد الفنانين التشكيليين قرب مشفى الرازي، لوحات تشكيلية ومنحوتات تجسد مراحل مختلفة من تاريخ حلب، مع تركيز بارز على معاني التحرير وإعادة الإعمار، ويرافقها ألحان العزف على آلة القانون للشابة ليندا حوري، وضم المعرض عشرات الأعمال الفنية المتنوعة بين اللوحات الزيتية والأعمال المائية والمنحوتات الخشبية، التي جسدت بمدارس فنية مختلفة عن هوية المدينة وإرثها الإنساني.

وأشار محمد عساف رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في تصريح لصحيفتنا “الحرية” إلى أن “المعرض يأتي كرسالة وفاء من الفنانين لأبناء مدينتهم الأبطال، وكمحاولة لتسجيل اللحظة التاريخية التي عاشتها حلب بكل تفاصيلها الإنسانية، من ألم الفراق إلى فرح اللقاء، ومن صعوبة التحدي إلى عزيمة البناء”، مؤكداً على دور الفن كوسيلة توثيقية وعلاجية في الوقت ذاته، تسهم في تعزيز الانتماء وترميم النسيج الاجتماعي.

من جانبه، أكد فهد فرهود نقيب المعلمين فرع جامعة حلب أهمية الشراكة بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والفنية في إنجاح مثل هذه الفعاليات الفنية، التي تثري الذائقة الجمالية للطلاب والجمهور، وتعيد ربط الأجيال الجديدة بتراثهم من بوابة الإبداع.

وقد تنوعت موضوعات الأعمال بين تصوير للمعالم الأثرية لمدينة حلب كالقلعة والأسواق والكنائس والمساجد، وأخرى تجريدية تعبر عن مشاعر الأمل والسلام، إلى جانب أعمال واقعية جسدت لحظات من الحياة اليومية للمواطن وفرحة التحرير.

وأعرب عدد من الزوار عن انطباعاتهم الإيجابية، معتبرين أن مثل هذه الفعاليات “تنفض غبار الحرب وتنير درب المستقبل”، ويظل معرض “يوم للتاريخ” شاهداً على أن تاريخ حلب الذي يمزج بين عراقة الماضي وهموم الحاضر وتطلعات المستقبل، يؤكد أن الثقافة والفنون هي أحد أهم أسلحة بناء الإنسان والمجتمع، وأن إرادة الحياة في حلب أقوى من كل الدمار.

Leave a Comment
آخر الأخبار