الحرية- ثناء عليان:
استضاف المركز الثقافي في بانياس اليوم الدكتور أحمد موفيق زيدان للحديث عن كتابه الجديد “زلزال فتح دمشق.. مشاهدات وكواليس وأحد عشر يوماً حاسمة” بحضور الدكتور الشيخ أنس عيروط محافظ طرطوس السابق وأحد قادة الثورة في مدينة بانياس وجمهور غفير من أهالي بانياس. حيث بيّن أن الكتاب لخص عملية ردع العدوان منذ انطلاقتها وحتى فتح دمشق والتي استمرت احدى عشر يوماً.
ولفت إلى أن واجب المرحلة على المستوى الرسمي والشعبي والإسلامي وواجب الشعب السوري والشباب السوري والثوريين تجاه هذه العملية من أجل الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة، التي ضحى الشعب السوري من أجلها حسب الكاتب بمليون شهيد و15 مليون مهجر وبدمار أكثر 70 بالمئة من هذه البلد، صون وحماية وديعة الشهداء الذين استودعونا هذه الوديعة، مؤكداً أن النصر كان من عند الله تعالى، ولذلك يجب أن نشكره على هذه النعمة لأن بالشكر تدوم النعم.
خلاص الشعب
وأكد زيدان على ضرورة التلاحم مع الشعب والتراحم بين الناس، لان هذه المرحلة هي مرحلة العفو والمرحمة، منوهاً بأن الله منّ على السوريين بفتح دمشق الذي لا يقل عن فتح اسطنبول وربما يصل إلى مرحلة فتح الفتوحات.. وأضاف: نتحدث اليوم عن خلاص الشعب السوري من العصابة التي اتخذت من سورية كلها مزرعة لها، حيث كانت تقوم بقمع الشعب السوري بكافة شرائحه وألوانه وتلويناته وطوائفه، وللأسف الشديد رأينا كيف هرب أفرادها كالجرذان حاملين معهم ما سلبوه من قوت الشعب السوري، وتركوا سوريا مخربة مدمرة مجرّفة محطمة، وحتى نصل كشعب إلى مستوى الصفر ربما نحتاج إلى سنوات.
وأشار زيدان إلى أن حماية الثورة وصونها هي مسؤولية جميع السوريين من مثقفين وغيرهم من النخب وحتى الناس العاديين، وقال: يجب أن تتحول كل أجسادنا إلى عيون بحيث نراقب بدقة كل ما يمكن أن ينال من هذه الثورة، لذلك الكل مدعو للحفاظ عليها.
المسودة الأولى للتاريخ
أن الصحفي هو المسودة الأولى للتاريخ، ونحن كصحفيين –يضيف زيدان- باعتبارنا نتابع الأحداث بشكل يومي كان شغفي أن أوثق سردية الشهداء والمجاهدين لذلك سارعت لكتابة هذا الكتاب حيث كنت اقضي ست سبع ساعات وأنا أبحث والتقي الناس معتمداً أيضاً على الصحف والمقالات والجرائد واليوميات التي كتبت، كل هذا من أجل تثبيت سردية الشهداء الذين ضحوا لأجل هذه الثورة المباركة ولأوثق سردية المجاهدين وفاتحي دمشق، وحتى لا تسرق هذه السردية ويقال أن هناك مؤامرة صهيونية أو تآمر عالمي، وبرأيه فأن هذا التحرير هو تحرير بطعم نهر الفيجة ونهر العاصي والفرات، وهذا الفتح هو شامي بامتياز لم يكن لأحد فضل، وهذا النصر حفره المجاهدون بأظافرهم وبكل ما يستطيعون لاقتلاع هذه العصابة.
عز الشرق أوله دمشق
ويتابع زيدان: اليوم نستشعر ما قاله شوقي: “وعز الشرق أوله دمشق”، هذا العز نراه في وجوه السوريين والعرب والمسلمين والأحرار، لذلك من الواجب شكر الله تعالى الذي منّ علينا بهذا الفتح بدون منة من أحد، وواجبنا أن نوثق هذه المرحلة والدفاع عنها وأن نشد عصب الشعب والشارع باتجاه قيادة هذه المرحلة الحساسة في تاريخ سورية، هذه المرحلة ستشكل مدماك وأساس حقيقي للمستقبل، لذلك الكل مدعو لبذل النصيحة، لكن بحيث أن لا يشكل هذا الانتقاد معول هدم، والكل مدعو لأن يكون حامياً للثورة ولوديعة الشهداء وحامياً لوديعة المقاتلين الأبطال الذين لولاهم ما كانت هذه الجلسة.
والمطلوب –حسب زيدان- من الآباء والأمهات والجدات أن يحدثوا أولادهم عما جرى في سورية وأن يستذكروا التاريخ، وطالب الخطباء بأن يشيدوا برموز الثورة وبالأبطال الذين فكوا القيد عن دمشق.
وفي ختام المحاضرة وبعد أن أجاب الدكتور أحمد زيدان على أسئلة الحضور التي كانت تصب في الدعوة للتسامح والحوار قام بتوقيع كتابه الصادر عن دار قطر الندى للثقافة والإعلام والنشر من القطع الصغير 160 صفحة.
يشار إلى أن الدكتور أحمد موفق زيدان إعلامي وكاتب سوري من مواليد تفتناز إدلب، يحمل اجازة في الشريعة ودكتوراه في الصحافة مُتخصِّص في الشأن الباكستاني والأفغاني، عمل مراسلاً لصحف ومجلات كثيرة كالشرق الأوسط والحياة والمسلمون، ومراسلاً لإذاعات الشرق والكويت وصوت ألمانيا، ومونت كارلو، ومديراً لمكتب قناة الجزيرة في باكستان وكان أحد اعضاء هيئة التحرير في قناة الجزيرة.