١٥٠ عاماً على اتفاقية المتر.. فعالية في اليوم العالمي لـ (المترولوجيا)

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- منال الشرع:

بمناسبة مرور ١٥٠ عاماً على اتفاقية القياسات لجميع الأوقات لجميع الناس، انطلقت في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق، فعالية اليوم العالمي لـ (المترولوجيا) باعتبار القياس هو العلم الذي يُعنى بتحديد كميات الأشياء بدقة مثل الطول والوزن والحرارة والوقت والتيار الكهربائي وغيرها، ويعد هذا العلم أساساً لكل شيء في حياتنا المعاصرة، من صناعة الهواتف إلى بناء الجسور إلى الأبحاث الطبية.
وفي كلمة لمعاون وزير الاقتصاد والصناعة المهندس باسل عبد العزيز الحنّان، قال فيها: نحتفل اليوم باليوم العالمي للقياس في الوقت الذي تستعيد فيه سوريا مكانتها وتنهض من جديد على أسس مختلفة كلياً عن الماضي، قبل التحرير كانت الأرقام تُزور والمقاييس تُحرف والجودة تُهمل لأن النظام البائد الذي حكم بلادنا لم يكن يعترف بالعلم ولا يُعير أي اهتمام للمعايير ولا يعرفون من الاقتصاد إلا ما يخدم مصالحهم الضيقة، والآن الأمور تغيّرت، حيث نبني اقتصاداً جديداً مبنياً على قاعدة المعرفة والدقة والعدالة، لم نعد نكتف بالشعارات بل نُعيد تعريف السياسات والأولويات ونضع القياس في مكانه الصحيح للنهوض بالإنتاج، وضمان حقوق الناس وتنظيم السوق.

جزء من إعادة الإعمار

ويضيف الحنّان: إن القياس ليس مسألة فنية فقط بل هو مسألة عدالة، لأنه حين تكون المقاييس صحيحة يكون السوق منصفاً، والمنافسة نزيهة، والمستهلك مطمئن، وفي وزارة الاقتصاد والصناعة نعتبر المترولوجيا جزءاً لا يتجزأ من عملية إعادة الإعمار ليس فقط إعمار البنية التحتية، بل إعمار الثقة بين المواطن والدولة، وبين المنتج والمستهلك، وبين سوريا والعالم.
ويشير معاون وزير الاقتصاد والصناعة إلى أنه نعمل حالياً على تكوين البنية التحتية للمقاييس والمعايرة لتخدم الصناعة الوطنية والمعاهد التقنية وتحديث التشريعات لتتوافق مع المعايير الدولية وتشجع الاستثمار وفق القطاعات الإنتاجية أيضاً، وتعزيز ثقافة القياس في التعليم المهني، وفي المنشآت الصغيرة والمتوسطة لنرفع سوية المنتج السوري ونُعيده إلى الأسواق الخارجية بثقة، واليوم نوجه هذا التغيير في كل تفصيل بما فيه طريقة القياس وضبط الجودة.

المعايرة تكشف الخطأ

من جهتها، مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس العربية السورية المهندسة إيمان صالح بيّنت أنه لولا وجود نظام دقيق للمقاييس حول العالم لكانت ستحدث فوضى في العمليات الصناعية وستفشل التجارة العالمية ولن يتمكن العلماء من التفاهم أو التعاون بشكل فعّال، كما أن كل عمليات الاختبار تُجرى بواسطة أدوات القياس، وحتى تكون صحيحة يجب أن تكون أدوات القياس المستخدمة مضبوطة وقراءاتها صحيحة عن طريق معايرتها باستخدام معايير قياس مسلسلة إلى معايير القياس الدولية ومرفقة بشهادات تُثبت ذلك فبواسطة المعايرة يمكن الكشف عن الخطأ الموجود بأداة القياس.
وتشير صالح: إلى أنه إذا ما أحسن تطبيق القانون الوطني للقياس فإن جميع أدوات القياس في الدولة ستكون صحيحة ونتائجها موثوقة ودقيقة، وبالتالي معتمدة سواء في الصناعة أو التجارة أو العلوم ما يضمن المحافظة على حقوق المواطنين وصحتهم وسلامة بيئتهم من خلال أدوات وأجهزة قياس مضبوطة.

الجودة سلوك

من جانبه، المهندس عامر البسيط رئيس الجمعية العلمية السورية أوضح، تأتي مشاركتنا اليوم انطلاقاً من أهداف جمعيتنا وخاصة في ثقافة الجودة في المجتمع لتصبح سلوكاً يومياً، فالعالم يتسم بالتسارع التكنولوجي، والتنافسية العالمية حيث تعد الجودة في القياس عاملاً حاسماً في نجاح الصناعات، ولا يمكن تحقيق الجودة دون أنظمة قياس دقيقة موثوقة، ما يجعل المترولوجيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بضمان الجودة والتميز.
ويؤكد البسيط أن للجودة أهمية نؤمن بأنها تبني معايير القياس الحديثة، وتطبيق أفضل ممارسات المترولوجيا، وضرورة لتعزيز القدرة التنافسية للقطاعات الصناعية والخدمية، ولقد عملنا على تعزيز الشراكات مع الجهات المعنية ونشر الوعي بأهمية التقويم المستمر والتحسين، فالجودة ليست هدفاً نصل إليه فحسب بل رحلة مستمرة من التطوير والدقة في القياس أيضاً.

كما تناولت المحاور دور المترولوجيا في الاقتصاد وكيف تحمي العالم من الفوضى، والمعايرة والقياس حجر الأساس في جودة وطنية مستدامة، وأهمية القياس في رفع جودة القطاع الصحي.

Leave a Comment
آخر الأخبار