الحرية- دينا عبد:
يعاني الموظفون في مختلف القطاعات من مستويات عالية من الإجهاد نتيجة تزايد أعباء العمل وهذا ما نطلق عليه ( الإرهاق الوظيفي)، حيث يصفه أصحاب الاختصاص بأنه مشكلة توثر في الإنتاجية والروح المعنوية للموظف.
الآثار النفسية
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي شرحت لصحيفة “الحرية” الآثار النفسية الناتجة عن الإرهاق الوظيفي، حيث قالت: يوثر الإرهاق الوظيفي في نفسية الموظف، إذ تقل إنتاجيته وينخفض رضاه عن بيئة العمل ويصبح أكثر صراعاً مع زملائه، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية وصفت الإرهاق الوظيفي بأنه ظاهرة مهنية سببها الإجهاد المتكرر والمزمن، وبالتالي يتضمن الإرهاق الوظيفي زيادة المشاعر السلبية عند الموظف قد تكون تجاه بيئة عمله أو زملائه وحتى تجاه نفسه.
وأكدت نجاتي إلى أن المشاعر السلبية تعكس انخفاض الكفاءة المهنية للموظف بحيث يصبح إنتاجه أقل مع شعوره بأنه مستنزف بالإضافة لانخفاض مستوى الطاقة الجسدية لديه.
وذكرت د. نجاتي أنه وبحسب أحدث دراسة بريطانية فإن ٢٢% من الموظفين يعانون من الإرهاق الوظيفي وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها، لافتة إلى أن الإرهاق الوظيفي ليس مجرد ظاهرة بسيطة، إنما يعطينا إنذاراً وتنبيهاً قوياً لأنه يؤدي إلى خلل بكل بنية المجتمع وخلل بالصحة النفسية كذلك.
وبحسب نجاتي فإن علامات الإرهاق الوظيفي تبدو واضحة على أي موظف لأنها ليست داخلية منها الإرهاق الجسدي الكامل، كثرة الغياب أو الإجازات، صداع، عدم رضا الموظف عن بيئة العمل، التعب النفسي، لذلك فإن الإرهاق الوظيفي يولد ضغوطات تؤدي إلى عدم القدرة على التركيز وتشتيت الانتباه، هذا ما يولد لديه ذاكرة ضبابية تمنعه من استرجاع المعلومات.
العلاج
وختمت د. نجاتي حديثها بالتأكيد على أن الإرهاق الوظيفي حالة قابلة للعلاج في حال استطاع الشخص التغلب عليها من خلال أخذ فترة من الراحة وممارسة أنشطة محببة، والابتعاد لفترة عن أجواء العمل، وتحسين الحالة المزاجية، والترويح عن النفس من خلال زيارة الأصدقاء وغير ذلك.