الحرية- حسام قره باش:
أكد رئيس الجمعية الحرفية المختصة بالمحامص عمر حمود أن سعر كيلو البن مرتفع حالياً وغير منطقي رغم انفتاح الأسواق عقب التحرير وتوفر المواد فيها بكميات هائلة، ومنها القهوة التي أصبحت تملأ الأسواق بأصناف عديدة وكثرت محلات بيعها حتى على البسطات، ما يعني أنه من المفترض انخفاض سعرها لا العكس.
واعتبر حمود في تصريح لـ”الحرية” الأمر مزعجاً، فبعضهم يبيع كيلو البن بـ160 ألف ليرة وبعضهم بـ170 ألف ليرة وآخرون بـ120 ألف ليرة، رغم أن حبة البن هي نفسها، إنما يقحم البعض اسم فلان أو ماركة معينة، فيبرر لنفسه رفع السعر وهذا بالنهاية يشكل عبئاً على المواطن الذي أصبح ملزماً بشراء القهوة ولو بكميات قليلة، مشيراً إلى أن نسبة الارتفاع تختلف من بائع لآخر، وصار هناك تضارب في أسعار البن مع البيع كلٌ حسب مزاجه، وبالتالي منهم من رفعها بنسبة 20 أو 30 في المئة وأكثر.
من يسعر؟
وفي رده على سؤال من يسعِّر كيلو القهوة؟
قال حمود لـ”الحرية”: أغلب التجار اليوم يتصرفون تصرفاً فردياً والدليل على ذلك اختلاف سعر كيلو القهوة من محل لآخر، وهذه تعتبر من المخالفات الجسيمة مع أن حبة البن بمجملها ثلاثة أنواع وتختلف بحجمها ومصدرها، وعليه نحدد ثلاثة أسعار لها بغض النظر عن الاسم والماركة التي يستغلها بعض التجار في رفع الأسعار، وهذا مخالف للقانون أيضاً ويعد مشكلة ما زلنا نعاني منها، علماً أن الجمعية لغاية الآن لم تأتيها تعليمات أو توجيهات أو نشرات تحدد سعر مادة القهوة حتى نعممها.
لا يوجد ضبط
وأضاف: مع التغيرات التي حدثت بعد التحرير خرج البعض من تحت مظلة الجمعية وصار يشتغل بشكل فردي بعيداً عن تعليمات الجمعية وما يجري على أرض الواقع.
وتابع: نحن كجمعية عاجزين عن ضبط هؤلاء، حيث يقومون بتعبئة وتغليف القهوة وبيعها بشكل غير نظامي وأحياناً يتم سرقة الأسماء المشهورة ويضعونها على عبوات ويبيعونها بالمحلات بالسعر الذي يريدونه رغم أنها سلع مزورة وأيضاً عدم قدرة أصحاب المنتج الحقيقي على ملاحقتهم جميعهم.
وتطرق حمود إلى أسباب إضافية لرفع الأسعار كارتفاع أسعار القهوة عالمياً وفي أرض المنشأ للبلاد المصدرة نتيجة حدوث كوارث مناخية كالفيضانات، عدا عن ارتفاع سعر الصرف الذي يعد معضلة أساسية، حيث يبادر التجار لرفع الأسعار مع ارتفاع سعر الصرف ولو بسيطاً وعدم تخفيضها إذا انخفض وكأن ما يهمهم فقط ارتفاع قيمة السلعة ومنها البن.
ونتيجة للطلب المتزايد على القهوة، نوه حمود إلى زيادة نسبة استيراد البن إلى أربعة أضعاف عن الأعوام السابقة، فأصبحت الكميات المستوردة حوالي 100 طن سنوياً من البن، وهذا مؤشر على مدى زيادة استهلاكنا للقهوة بكميات كبيرة.
كشف الغش
بالمقابل، ومع تأكيده على وجود غش في البن وخلطه بأشياء أخرى كالحمص، ومن الصعوبة تمييزها من قبل المستهلك، ينصح حمود بأن يعرف المواطن من أي محل يشتري قهوته وأن يختار هو حبات البن ويطلب طحنها أمامه ويضيف لها ما يريد من الهيل، وبذلك تكون طازجة أفضل من أن يشتريها مطحونة مسبقاً، ويفضل لمن لا يجد ذلك بأن يشتري حبات البن ويطحنها في بيته إن أمكن في ظل وجود كثير من المحلات التي لم تعد تطحن البن أمام الزبون بل تبيعه مطحوناً وجاهزاً وبعضه معبأ بحجة انقطاع الكهرباء وعدم وجود مولدة أو اشتراك بالأمبيرات، ما يتعارض مع مصلحة المستهلك الذي يضطر لشراء البن جاهزاً وربما مغشوشاً.
ورأى أن الغش والتدليس في البن موجود ووارد بكثير من السلع ومنها القهوة وهذا عائد إلى ضمير البائع، لافتاً إلى أن المواطن باستطاعته كشف القهوة المغشوشة من خلال درجة الحموضة والكثافة ومقدار الرواسب في قعر الكأس ورائحة البن.