الحرية – بشرى سمير:
تشكل السمنة مشكلة صحية بارزة في الدول العربية، وتُسجّل معدلات مرتفعة في البلدان وتتمثل في تراكم مفرط وغير طبيعي للدهون في الجسم، ما يؤثر سلباً على الصحة ويشكل خطراً للإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى تشويه المظهر الخارجي للمرأة والرجل على حدٍّ سواء
الدكتورة مها الخضري اختصاصية صحة عامة عرّفت البدانة بأنها تراكم كبير للدهون الزائدة في الجسم بشكل يضرّ بصحة الفرد، وتنتج هذه الحالة عن عدم توازن بين السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص من الطعام والطاقة التي يستهلكها الجسم، ما يؤدي إلى تخزين هذه السعرات الزائدة على شكل دهون.
ولفتت الخضري الى أنه يمكن لأي سيدة أو رجل قياس البدانة من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يعدّ أداة شائعة لتقييم البدانة، حيث يتم حسابه بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر (كجم/م²).
مؤشر كتلة الجسم الطبيعي: يتراوح بين 18.5 و 24.9.
زيادة الوزن: يعدّ مؤشر كتلة الجسم بين 25 و 29.9.
يُعرَّف الشخص بأنه بدين إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه 30 كغ/م² أو أكثر.
مخاطر البدانة
وأشارت الخضري إلى أن البدانة تعود إلى عدة أسباب منها ما يتعلق بالجينات والهرمونات ومنها ما يتعلق بالسلوكيات الغذائية ونمط الحياة الخامل
التنمر
تزيد البدانة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 أو أمراض القلب والأوعية الدموية , ارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة ، كما قد تؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم، زيادة الاحتمال بالإصابة بالالتهابات التنفسية، زيادة الإصابة بالربو القصبي وزيادة احتمال الإصابة بالسرطانات لوجود علاقة بين البدانة واحتمال الإصابة بسرطانات الرحم والبروستات والقولون (في الذكور) والمستقيم (في الذكور) والثدي (في النساء بعد سن اليأس)، والغدة الصفراء، والمعدة والجهاز الصفراوي، والبنكرياس والمبيضين والجهاز البولي وحتى الرئتين، إضافة إلى احتمال الإصابة بسرطان المرئ وسرطان الجهاز اللمفاوي، ولا تغفل الخضري الآثار النفسية للبدانة التي تجعل المصاب بها عرضة للاستهداف الاجتماعي والتنمر والإصابة بالكآبة.
مصر في المقدمة
ولفتت الدكتورة الخضري إلى أن انتشار البدانة في الدول العربية يعدّ كبيراً حيث تصدرت مصر قائمة الدول العربية الأكثر تضرراً من السمنة، تُعزى هذه المشكلة إلى تغييرات نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني وزيادة استهلاك الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التطور الحضري السريع وانتشار وسائل الراحة وتأتي مصر بعد قطر والكويت في قائمة الدول العربية الأكثر تضرراً بالسمنة.
نسبة البدانة في سورية
وبالنسبة إلى سوريا تتراوح نسبة السمنة فيها بين 31.2% حسب تقديرات عام 2025 و 27.8% في عام 2016، %، ما يضعها في المرتبة الثانية عشرة بين الدول العربية و يشير إلى تغير نمط الحياة والسلوكيات عند السكان و ارتفاع استهلاك السعرات الحرارية والدهون مع عدم جعل التمارين الرياضية جزءاً من الثقافة.
وأضافت الخضري: توجد ثلاث مراحل للبدانة وحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية تبدأ المرحلة الأولى – زيادة الوزن – للذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 25 إلى 29,9 كيلوغراماً للمتر المربع والمرحلة الثانية – البدانة يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 30 إلى 39,9 كيلوغراما للمتر المربع والمرحلة الثالثة – البدانة المفرطة – يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 40 كيلوغراماً للمتر المربع.
أما نسبة الشحوم فيتم التوصل إليها من خلال تطبيق معادلة دورينبيرغ التي تنص على أن نسبة الشحوم=1,2 في مؤشر كتلة الجسم + 0,23 في العمر – 10,8 في الجنس – 5,4 (العمر بالسنوات، والجنس 1 للذكور وصفر للإناث).
وبالعموم، أثبتت دراسات بأن البدانة تؤدي إلى مضاعفة احتمالات الموت بأمراض القلب والدورة الدموية 4 أضعاف، كما تُضاعف احتمالات الموت بالسرطانات، أما بالنسبة للمصابين بالبدانة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40 كيلوغراماً للمتر المربع) فإنّ أعمارهم قد تقصر بمعدل 20 عاماً للرجال و5 أعوام للنساء.