٥٠% من مرضى السكري يصومون شهر رمضان مع التزامهم بالنصائح الطبية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:
يحرص المسلمون على صيام شهر رمضان كفريضة دينية، لكنه يطرح تحديات صحية لمرضى السكري، وخاصة مع تزايد أعداد المصابين بهذا المرض المزمن حول العالم. فكيف يؤثر الصيام على صحتهم؟ وما الأطعمة المناسبة لهم إن قرروا الصوم؟

الدكتورة نهى رحموني اختصاصية الغدد الصماء والسكري، بينت أن 40-50% من مرضى السكري يصومون رمضان رغم المخاطر، ما يستدعي وعياً أكبر، و يجب أن يكون قراراً فردياً بناء على نوع السكري، و النوع الأول أكثر خطورة.
أو في حال وجود مضاعفات (كأمراض القلب أو الكلى). وأشارت إلى أن الصيام لساعات طويلة قد يعرّض مرضى السكري لاضطرابات خطيرة في مستويات الجلوكوز، ينتج عنها نقص سكر الدم ، وخاصة لدى المرضى المعتمدين على الإنسولين أو الأدوية المحفزة لإفرازه، إذ يؤدي تأخير الوجبات إلى انخفاض حاد في السكر، ما يسبب الدوخة، التعرق، أو فقدان الوعي.
كما قد يسبب الصيام ارتفاع سكر الدم نتيجة الإفراط في تناول الكربوهيدرات عند الإفطار، أو خفض جرعات الأدوية خوفاً من الهبوط، ما يزيد خطر مضاعفات مثل اعتلال الكلى أو الشبكية. إضافة إلى أن نقص السوائل خلال النهار قد يرفع لزوجة الدم، ويعزز تكوّن الجلطات، وخاصة مع ارتفاع الحرارة في الصيف، وارتفاع الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة طارئة تنتج عن تراكم الأحماض في الدم بسبب نقص الأنسولين، وتشتد خطورتها عند المرضى الذين يتوقفون عن تناول جرعاتهم من دون استشارة طبية.
ولفتت رحموني إلى أنه يجب على مرضى السكرى
ضرورة تقييم الحالة الصحية قبل رمضان، مع تعديل جرعات الأدوية تحت إشراف طبي، واتباع نظام غذائي، والتركيز على وجبة السحور التي يجب أن تتضمن الكربوهيدرات المعقدة، مثل الشوفان، خبز القمح الكامل، والبقوليات، لتحرير الجلوكوز تدريجياً. إضافة إلى البروتينات مثل البيض، اللبن قليل الدسم، أو الجبن غير المملح، لزيادة الإحساس بالشبع، مع تناول القليل من الأفوكادو أو المكسرات غير المملحة، لدورها في توازن الطاقة.
ونصحت الدكتورة رحموني مرضى السكري عند الإفطار بتناول التمر باعتدال 1-3 حبات كافية لرفع السكر تدريجياً مع تجنب الإفراط، وتناول الشوربات قليلة الدسم، كشوربة الخضار أو العدس من دون إضافة نشويات. إضافة إلى الإكثار من الخضراوات والألياف و السلطات الطازجة، لأنها تعزز الهضم وتحد من ارتفاع السكر.

وحذرت رحموني من الأطعمة المقلية، والحلويات الغنية بالسكر كالقطايف والكنافة.
وأكدت على ضرورة تقسيم الوجبة إلى دفعات صغيرة بين الإفطار والسحور، و شرب الماء بانتظام مع تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، داعية إلى التوازن بين العبادة والمسؤولية.
فبينما يعد رمضان فرصة للتقرب إلى الله، فإن الحفاظ على الصحة واجب ديني واجتماعي، و على مريض السكري استشارة طبيبه، واتباع نظام غذائي مدروس، ومراقبة سكره باستمرار إن صام. فالوعي والالتزام بالإرشادات يجعلان الصيام تجربة آمنة.

Leave a Comment
آخر الأخبار