“970×970” أول العروض السورية في المهرجانات الدولية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:

نال الفنان السوري حسام الشاه الجائزة الذهبية لأفضل ممثل عن دوره في العرض المسرحي “970×970″، وذلك ضمن فعاليات الدورة العشرين لـ(مهرجان المسرح الحر الدولي)، الذي أقيم في مركز الحسين الثقافي في العاصمة الأردنية عمّان، وهو من بطولته وتأليفه، وشاركه البطولة زين طيّار الذي تولى إخراج العرض، مع رؤية بصرية قدّمها بسام حميدي، في حين تولّت إدارة الفرقة والدراماتورج الدكتورة لمى طيّارة، وتتركز فكرة العرض حول عامل توصيل )دليفري) في سردٍ جمالي بديع يحاكي في مفرداته آلام المعذبين في السجون والمعتقلات وهو تحية للسجناء والمغيبين قسرياً.

مسرح بلا متعة لا معنى له

وعن العرض يقول الفنان حسام الشاه لـ(الحرية): منذ بدأنا بكتابة العرض بمشاركة المخرج زين طيار تكريماً لأرواح من قضوا في المعتقلات ولعذابات من نجوا من السجون، هذه الشريحة من الناس يجب أن تقدّر وتكّرم لأنها للأسف تركت في دواخلها ندوباً نفسية وصحية وجسدية غير الندوب الاجتماعية، ومن الصعب أن تزول بسنوات، ونحن أردنا أن نذهب لمكان يشبه جلّ السوريين كما يشبه أوجاعهم، لكن الوضع الحار لا يمكن أن يعالج فنياً قبل هدوئه، لذلك اعتبر هذا النص قابلاً للحياة وقابلاً لأن يكون قريباً من الشارع السوري إنسانياً. ويضيف الشاه أن جائزة المسرح هي ذات قيمة كبيرة بالنسبة لأي ممثل، لأن المسرح هو الأساس بكل فنون الأداء ويشكّل معياراً لأهمية الفنان، والجائزة الدولية بمهرجان ليالي المسرح الحر ستدفعني للتفكير بخطواتي المسرحية القادمة وإلى أي حدّ يجب أن نكون أكثر قرباً من الناس، لأن هدفنا صناعة مسرح يشبه هواجس الناس ويمتعهم، فمسرح بلا متعة لا معنى له، وبكل تواضع سعدت ببعض الآراء من الجمهور الأردني العزيز بأن عرضنا ذكّرهم بكوميديا المسرح السياسي الذي اشتهرت به سوريا منذ عقود.

*بروفات ما بعد التحرير

من جهته يذكر المخرج زين طيّار أن هذا العرض، كان أول عرض مسرحي يفتح أبواب المسرح لإقامة بروفات ما بعد التحرير.. ونحن قبل التحرير كنا نكتب ونحضّر، وأردنا الحديث عن شي له علاقة بالسجن ولكن بعد سقوط النظام البائد، بات الحديث متاحاً بشكل أكبر عن المعتقلين وعذاباتهم، وأصبح سقف الحرية عالياً، فكتبنا هذه التجربة أنا وحسام، وكانت ورشة فنية للكتابة بإشراف د. لمى طيارة كدراماتوج، وإشراف فني، حيث كتبنا على الورق، واستمرت الكتابة على الخشبة، لأن هذا النوع من الأعمال يلازم المرحلة وما يحدث في الشارع السوري، فكنا مواكبين لما يحدث، وقدمنا عرضاً تجريبياً مع عدد من الأشخاص المعنيين وصورناه وأرسلناه للمهرجانات.. وقد جاء العرض بناء على طلبه، فهو من طلب تقديم عمل مسرحي، وهو اختارني كمخرج.. وبدأت الفكرة. أعتبر نفسي خيار حسام، حيث تحكمني صداقة طويلة معه.. وكانت هناك تجربة سابقة جمعتنا عبر مسرحية “الغنمة”، واليوم أردنا إعادة التجربة عبر هذا العرض.

* فرقة خبز

مديرة (فرقة خبز المسرحية) د.لمى طيارة ذكرت أنّ الفرقة كانت تحضّر لعرضين مسرحيين الأول: مونودراما، والعرض الثاني: عرض ثنائي.. وهذا العرض جُهز في شباط الماضي وقدمناه في دار أوبرا دمشق في القاعة المتعددة الاستعمالات، ولكن كعرض خاص ودعونا الناس المعنيين الذين نتحدث عنهم في العرض، وتم تصويره باليوم نفسه، وقدمناه للمشاركة في العديد من المهرجانات، ولو كان عرضاً مستقلاً، لكنه يمثّل اسم سوريا، حيث تمّ قبوله ليدور جولة كاملة في الوطن العربي، كانت بدايتها مع مهرجان المسرح الحر حيث اعتبروا أن هذا العرض، هو الأول للجمهورية العربية السورية للمشاركة في مهرجانات في الأردن، وهي أم مهرجانات المسرح.. كما يعدّ من أهم المهرجانات في الوطن العربي، ليس فقط في الأردن.. وأهمية المشاركة أنها بمثابة افتتاحية خير على الفريق أنه بدأ من المكان الصحيح .
وعن اسم العرض “970×970″؛ تقول د. طيارة: هناك رمزية للعنوان لا تظهر إلّا بمشاهدة العرض، ولا أريد أن أتحدث عن المقصود منه، كما أود أن أتوجه لمديرية المسارح والموسيقا بالشكر على كل التسهيلات المادية والمعنوية من ناحية السفر وتأمين المسارح لعرضنا المسرحي، ولفتت د.طيارة إلى أنّ نقابة الفنانين لم تقدم تسهيلات؛ بل جلّ ما قامت به هو نشر إعلان عن العرض، ونشر إعلان عن جوائز العرض ومشكورة بكل تأكيد على الدعم المعنوي.. وتختم: هذا العرض باسمي وباسم جميع فرقة خبز، هو تحية وتكريم لصاحب الرؤية البصرية بسام حميدي.

Leave a Comment
آخر الأخبار