الحرية – دينا عبد:
تشكل ظاهرة وفاة كبار السن وحيدين في منازلهم مشكلة اجتماعية تعكس الوحدة التي يعانيها من بلغوا مرحلة الشيخوخة، فهل الأسباب الكامنة وراء ذلك نفسية وما علاج هذه الظاهرة؟
أخصائية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بينت خلال حديثها لصحيفة الحرية أنه لا يوجد دواء يعاكس الشيخوخة فكل إنسان سوف يدخل في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الحالات لمسنين فارقوا الحياة داخل منازلهم وهم لوحدهم، ويكتشف الجوار ذلك بعد عدة أيام، ولكن هذا المسن يرفض أن يغادر منزله أو أن يسكن أحد معه في المنزل.
وتشرح قد تكون هذه الأسباب كامنة وراء وفاة المسنين وهم يعيشون لوحدهم وذلك نظراً لابتعاد عائلاتهم عنهم أو بسبب الانتقال للعيش في بلد آخر أو تأسيس عائلة، هذه الأمور كلها تصيب المسن بالإحباط والشعور بالملل خاصة أنهم افتقدوا للرعاية والعناية اللازمة في هذه المرحلة وبالأخص إذا كان يعاني من أمراض مزمنة قد تكون السبب الرئيسي لوفاته وهو يسكن بمفرده.
وتشير أخصائية الصحة النفسية إلى أن المسنين الذين يصابون بالاكتئاب كذلك أو حتى بالأمراض النفسية والعقلية أكثر عرضة للوفاة المفاجئ دون أن يكون أحد بجانبهم يرعاهم أو يعطيهم الدواء والعلاج، وذلك لأن مرحلة الدخول بالشيخوخة ليست سهلة على الإنسان فهي مرحلة هدم وتنازل عن بعض الإيجابيات في حياته منها عمله وسلطته على أسرته، ويتلاشى هذا كله بعد أن يصبح الأبناء في استقلالية ويبتعدوا عن الجو العائلي في هذه المرحلة، وتترافق مع المسن اضطرابات نفسية سيئة منها شعوره بحالة من الوحدة النفسية وشعوره بالرفض والتخلي من أفراد أسرته.