الحرية- رحاب الإبراهيم:
عادت اللحوم الحمراء بخجل إلى موائد أهالي حلب بعد تعذر تواجدها خلال السنوات السابقة نتيجة ارتفاع أسعارها الجنوني، حيث شهدت انخفاضاً قارب النصف تقريباً، لكن ضعف القوى الشرائية وعدم تواجد السيولة الكافية بين أيدي المواطنين جعل خيار تناولها متاحاً لقلة قليلة، وسط مناشدات بمكافحة غشها المتنامي ومراقبة محال بيعها لمنع التجاوزات والتلاعب بصحة المواطنين لقاء تحصيل أرباح مضاعفة.
صحيفة “الحرية” رصدت الانخفاض الملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء، التي كانت تعد طبقاً أساسياً في المطبخ الحلبي، حيث تتراوح الأسعار بين منطقة وأخرى بين ٩٠- ١٤٠ ألف، بينما تجاوز سعره سابقاً حاجز ٢٢٥ ألف، علماً أن محال كثيرة تبيع لحومها بحدود ٨٠ إلى ٩٠ ألف ليرة سورية، وهو ما قد يدفع المواطنين إلى الشراء منها نتيجة رخص سعرها نتيجة عدم توافر المال الكافي بين أيديهم، لكن بالحقيقة هذا الانخفاض قد يكون مرده إلى مخالفات الغش، الذي ينطوي على مخاطر صحية حذر منها أمين سر جمعية اللحامين بحلب، عبد الباسط قرموطة، إذا بين أن سعر اللحم المنطقي يتراوح بين ١٢٠ -١٤٠ ألف ليرة، داعياً المواطن إلى الشراء من محال موثوقة حرصاً على صحته، فاليوم غش اللحوم منتشر بكثرة بسبب غياب الرقابة الصحية والتموينية.
قلة الأمطار
وأرجع قرموطة سبب انخفاض سعر اللحوم الحمراء إلى قلة الأمطار وانخفاض الدولار وارتفاع سعر مادة العلف، فكلما ارتفع سعر هذه المادة الأساسية للمواشي ينخفض سعر الخروف، الذي يباع الكيلو الحي منه ب٤٣ ألف ليرة في حين كان سعره سابقاً ٨٥ ألف، بالتالي الانخفاض في أسعار اللحوم تجاوز ٨٠٪ في ظل عدم وجود موسم فعلي حالياً نتيجة الأسباب الآنفة الذكر.
طلب قليل
وأكد أمين سر جمعية اللحامين بحلب أن رغم انخفاض سعر اللحوم لكن الطلب قليل على هذه المادة نتيجة ضعف القوة الشرائية، بالتالي تحريك سوقها يحتاج إلى ضخ السيولة في الأسواق وخاصة فيما يتعلق بالرواتب، فحينما يقبض المواطنون معاشاتهم تضخ بشكل أوتوماتيكي في السوق ويحدث طلب على هذه المادة وغيرها من السلع وتسهم في تفعيل الحركة التجارية الراكدة حالياً.
وبين قرموطة عدم وجود لحوم حمراء مهربة أو مجهولة المصدر تباع في أسواق حلب، لكن المشكلة الفعلية حالياً تتمثل في ارتفاع نسبة الغش، ما يهدد سلامة وصحة المواطنين، وهذا أمر يتوجب معالجته وتداركه بأسرع وقت ممكن.
رهن القوة الشرائية
أصحاب محال اللحوم اشتكوا عبر صحيفة “الحرية” قلة البيع رغم انخفاض أسعار بضاعتهم قرابة النصف تقريباً جراء ضعف القوة الشرائية، حيث أكد اللحام محمود أبو دان في حي الجميلية، أن حركة البيع تبقى أفضل من العام السابق حينما تجاوز سعر كيلو اللحمة ٢٠٠ ألف ليرة، لكن كان من المتوقع أن تشهد حركة بيعها بعد انخفاضها الملحوظ طلباً أكبر وخاصة أنها تعد مادة ضرورية في المطبخ الحلبي لكن ضعف القوة الشرائية حال دون ذلك، مشيراً إلى أن المواطنين لا يزالون يشترون بكميات محدودة “نصف كيلو، او ٢٠٠ غرام” بقصد إضافة نكهة اللحم على الطعام وعدم حرمان أنفسهم من تذوقها.
وبين اللحام أبو دان أن حركة البيع تتحسن أكثر في بداية كل شهر عند قبض المواطنين لرواتبهم، وتقل بعدها، بالتالي تنشيط سوقها وتمكين الناس من شرائها مرهون بتوافر السيولة، ليشير إلى أن انخفاض أسعار اللحوم مرده بالدرجة الأولى إلى قلة الأمطار وكسر سعر الصرف.
ت- صهيب عمراية