الحرية- لمى سليمان:
يبدو الآن، وفي ظل التطورات الاقتصادية المتسارعة والانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي والنظريات المالية المتبعة في دول العالم الحديث، يبدو الطريق معبداً أمام أي مفاهيم حديثة قد تشكل اللبنة الأساسية لازدهار اقتصادي.
وفي ظل الارتفاع المتسارع لليرة السورية أمام الدولار، إضافة إلى عودة رؤوس الأموال وعودة الدم الفتي إلى أسواق العمل، هل ستجد العملات الرقمية مثل “البيتكوين و الإيثيريوم” طريقاً سالكاً، وخاصة بعد انتشار العديد من المنصات التي تعمل على تحويل العملات مثل(USDT او ال Coin ex..) لدمج تطبيقات العملات المشفرة بالذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير من المنصات التي تم إنشاؤها منذ فترة زمنية، وكان يتم العمل عليها خفاء خشية من النظام البائد؟.
كما تعتزم الحكومة السورية الانتقالية وضع إطار قانوني للتعامل مع العملات المشفرة وتعتمد الخطة التي وضعها المركز السوري للبحوث الاقتصادية (مستقل) على إمكانية إصدار مصرف سوريا المركزي عملة رقمية خاصة باستخدام تقنية “بلوك تشين”، إضافة إلى دعم استقرار العملة الرقمية السورية بأصول متنوعة، تشمل الدولار والذهب والعملة المشفرة “بيتكوين”.
ولكن يبقى السؤال: هل سوريا مستعدة فعلاً للعمل بنظام العملات الرقمية؟ وهل التقنيات والإمكانات الحالية تسمح بذلك؟
عن ذلك، يجيب الخبير الاقتصادي فاخر القربي لصحيفة الحرية، بأن التعامل بالعملة الإلكترونية يعتبر خطوة جريئة لتعزيز ثقافة الحكومة الإلكترونية مستقبلاً، كونه يخفف كمّاً من الأعباء عن كاهل المواطنين، ويسهم في سرعة إنجاز معاملاتهم المالية والمصرفية والعقارية ويخفف من حدة الفساد نتيجة تقليص حجم تدخل العنصر البشري.
ويضيف القربي: التعامل بالعملات الإلكترونية يخفف من حجم التضخم ويسهم في رفع القيمة الحقيقية للعملة الوطنية.
في حين أن الإقدام على مثل هكذا خطوة يدفعنا للبحث فيما إذا كنا مهيئين لوجستياً ومالياً وفكرياً واجتماعياً لهذه العملية، ولا سيما أننا لا نمتلك بالحد الأدنى جودة من البث الخليوي “اتصال، نت”، وهناك الكثير من الأشخاص لا يمتلكون من الثقافة المعلوماتية والخبرة في هذه الخريطة الإلكترونية.
أمر كهذا، بحسب القربي، يحتاج لخطوات تدريجية نستطيع من خلالها نشر الثقافة المعلوماتية والاقتصادية لأهمية هكذا خطوات وضرورة تعزيزها في أذهان الجميع.