الحرية- دانيه الدوس:
يتساءل مواطنون هل هي لعبة تجار ومضاربين، أين المصرف المركزي من سعر تصريف الدولار في السوق السوداء؟ لماذا لا تزال نشراته تثبت الدولار على 13 ألف ليرة في حين وصل إلى أقل من 9 آلاف ليرة عند الصرافين؟! انخفض سعر الصرف مؤخراً أكثر من 9% مع عدم لمس هذا الانخفاض إلا بشكل خجول في أسعار السلع، باستثناء التركية المهربة، وتخوف أغلب المواطنين من أن يكون هذا الانخفاض وهمياً، ليتم سحب كامل المدخرات من الدولار المكتنزة في بيوتهم ليعقبه بعد فترة تحكم في سعر الصرف وإعادة رفعه للضعف كما كان يحدث أيام النظام البائد.
انخفاض وهمي
الخبير الاقتصادي د.فادي عياش رأى أن ارتفاع سعر صرف الليرة السورية في الآونة الأخيرة وهمي فليس مرده عوامل اقتصادية حقيقية.. وبالتالي هو ارتفاع غير حقيقي مع أنه واقعي.. بمعنى أنه غير ناتج عن أسباب اقتصادية.
وأوضح عياش قائلاً في تصريح خاص لصحيفة “الحرية”: إن النقد بالمفهوم الاقتصادي العام، سلعة وبالتالي تنطبق عليه بالعموم قوانين السوق المختلفة ولا سيما قانون العرض والطلب، وكذلك يتأثر سعر الصرف بالسياسة النقدية للمركزي وأدواتها ولا سيما سعر الفائدة ومستوى الاحتياطي وبمستوى الاستقرار السياسي والأمني والوضع الجيوسياسي وبمعدلات التضخم ومستوى النمو الاقتصادي أي حالة التشغيل. وتوازنات الميزان التجاري ومستوى الانكشاف الاقتصادي ومستوى الدين العام بالإضافة إلى مؤثرات نفسية متعددة أخرى ولا سيما ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية وأخطرها المضاربة.
وأضاف: وفقاً لما تقدم يمكن فهم التغيرات في سعر الصرف من خلال مراقبة المعايير السابقة ومدى تأثيرها في أسعار الصرف، والقاعدة العامة هي أن أي تغير كبير وسريع في قيمة سعر الصرف تكون نتيجة أسباب غير اقتصادية وتكون غالباً ذات تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الوطني.
توقعات بارتفاعه
لم يكن رأي الخبير الاقتصادي جورج خزام مختلفاً فلقد رأى أن الانخفاض في سعر الصرف حالياً إنما هو وهم، متوقعاً ارتفاعه في حال لم يتحقق الإيداع بالمركزي أو التأكيد على وجود استثمارات خليجية بمليارات الدولارات، وستكون نسبة ارتفاعه أعلى من نسبة انخفاضه.
وأشار خزام في تصريح خاص لصحيفة “الحرية” إلى أن السوريين اعتادوا على تداول وهمي لسعر صرف الدولار، حيث المصرف المركزي يضع سعراً وهمياً للدولار بالنشرة ولا يلتزم به ويترك سعر الصرف لتحدده السوق الموازية على صفحات الفيسبوك مجهولة المصدر، تضع سعراً بحسب مصلحة الصرافين، لأن الصفحات تضع السعر الذي يجب أن يصبح عليه سعر صرف الدولار، وليس سعر التوازن الحسابي الحقيقي بين العرض والطلب على الدولار بحسب معطيات حقيقية وأرقام حسابية من منصة مخصصة، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يكون الوهم هو من يحدد سعر صرف الدولار عند انهيار الإنتاج وتراجع الصادرات وزيادة الواردات.
وعن أسباب هذا الانخفاض الوهمي تحدث خزام بأن انخفاض سعر صرف الدولار 9% بالسوق الموازية، مؤخراً لم يكن بسبب زيادة الإنتاج القابل للتصدير والبديل عن المستوردات، ولم يكن بسبب تراجع المستوردات وإنما كان بسبب فائض العرض من الدولار لأسباب كثيرة منها الجمود الكبير بالأسواق وانهيار الإنتاج وتسريح العمال، ما أدى لتوقف وتراجع كبير بالدخل ومعه تراجع الاستهلاك والطلب على الدولار بقصد استيراد البضائع المصنعة والمواد الأولية للصناعة الوطنية وانخفاض سعره، إضافة إلى الارتياح الكبير من خطاب الرئيس الشرع بأن هنالك استقراراً سياسياً واقتصادياً قادماً، ومعه فإن الادخار بالليرة اليوم أفضل من الادخار بالدولار، ناهيك بانتشار أنباء عن قدوم قادة الخليج إلى سورية وما يترافق مع ذلك من استثمارات خليجية وإعانات وإيداعات بمليارات الدولارات بالمصرف المركزي لدعم الليرة السورية ومعه زيادة كبيرة قادمة بالعرض من الدولار.