دعوة الى تعزيز دور المكتبات المدرسية..  د.القاضي: تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – دينا عبد:

تشهد المكتبات المدرسية تحولاً مهماً نحو تقديم خدمات تعليمية أكثر تطوراً لمواكبة التحول الرقمي في التعليم، لتعزيز دورها في تلبية احتياجات الطلاب، من خلال الاستفادة من الاتجاهات التكنولوجية الحديثة للمكتبات المدرسية في تنمية مهارات الطلاب وتعزيز التعلم التفاعلي ومهارات البحث عن المعلومات وإتاحة المصادر الرقمية والتعلم القائم على المشروعات والابتكار المستمر.

الدكتورة نور القاضي خبيرة وباحثة أكاديمية بالمكتبات والمعلومات بيّنت في حديثها لصحيفة الحرية أنّ المكتبات المدرسية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولاسيما الهدف الرابع ( بشأن التعلم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة)، وذلك من خلال استثمار وتطوير المكتبات المدرسية في الدول النامية، والعمل على تطوير المكتبات المدرسية والنهوض بواقعها، ورفع تأثير خدماتها وأنشطتها في المجتمع التربوي، وتحقيق معايير الجودة لمواكبة المفاهيم التربوية المعاصرة للتعلم الذاتي والبحث المستمر، وإتاحة الوصول إلى المعلومات (مصادر المعرفة) كضرورة من ضروريات التحول الرقمي في التعليم، لكون المكتبات هي المحرك الأساس للتنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، حيث تلعب دوراً أساسياً في إتاحة المعلومات، التي هي من أهم أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

ونوهت بأن المكتبات المدرسية بوصفها جزءاً لا يتجزأ من العملية التعلميّة التعليمية، والتعلم مدى الحياة، فهي أول مكتبة يصادفها المتعلّم في حياته منذ الطفولة المبكرة، وتعد مركز إشعاع ثقافي لها الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، ولتثبيت دور المكتبة المدرسية بالنسبة للعملية التعليمية التعلمية التربوية، هذه الجهود تتطلب التعاون بين الإدارات المدرسية والمعلمين وأمناء المكتبات والمجتمعات لتحقيق نتائج فعّالة ومستدامة.

مصادر التعلم

وبحسب د. القاضي يجب توفير مصادر التعلم التي تساند المناهج التعليمية وتقديم مواد القراءة الترفيهية والتثقيفية للطلاب والمدرِّسين، إضافة إلى تشجيع الطلاب على القراءة وتلبية احتياجات المتعلمين من خلال تنويع مصادر المعرفة وتجنب الاعتماد الكلي على الكتاب المدرسي الذي لا يتعدى كونه أحد مصادر المعلومات وتفعيل الأنشطة الصفية واللاصفية.

دور أمناء المكتبات

وذكرت القاضي أنّ دور أمناء المكتبات المدرسية يزداد أهمية وذلك للتوجه نحو إتاحة مصادر المعرفة واستكشافها، وبناء جيلٍ قادر على التعلم والابتكار، فالهدف الذي وجد من أجله أمين المكتبة هي خدمة المناهج الدراسية ويعد دوره من أبرز عناصر تفعيل المكتبة ولكي يتسنى أداء مهامه بكفاءة يجب أن يمتلك مجموعة من المؤهلات وخبرات وأحد أهم مسؤوليات أمين المكتبة التعليمية والتربوية تدريب وتعليم الطلاب المهارات المكتبية ومهارات البحث عن المعلومات.

ويكمن دور الطلاب بحسب الدكتورة القاضي بالتعاون مع الكادر التعليمي للتعرف على محتويات المناهج الدراسية وأهم المراجع والمصادر المطلوبة لرفد هذه المناهج، وتعريفهم بمحتويات المكتبة وخدماتها وحثهم على تشجيع التعلم الذاتي وحب الاستطلاع، وتحفيزهم على زيارة المكتبة والاستفادة من مقتنياتها وخدماتها.

تعزيز دورها

وبينت د. القاضي خلال حديثها أنه يجب تفعيل دور المكتبات المدرسية من خلال وضع خطة إستراتيجية تحدد أهدافاً واضحة منها تحسين الوصول إلى المعلومات وتعزيز التعلم الجيد، إضافة لدمج الأهداف في المناهج الدراسية والعمل مع المعلمين لإدماج موضوعات أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية، وتالياً وضع خطة تفصيلية للأنشطة والخدمات التي ستقدمها المكتبة لتحقيق هذه الأهداف، إضافة لتنظيم ورش عمل ودورات تعليمية لتعزيز مهارات البحث والتفكير النقدي بين الطلاب إضافة لتطوير المهارات المعلوماتية و تعليمهم كيفية البحث عن المعلومات، تقييمها، واستخدامها بفعالية في مشاريعهم الدراسية، وتشجيع القراءة وتنظيم فعاليات ثقافية و توفير فرص للطلاب للتعبير عن أفكارهم من خلال الكتابة الإبداعية أو المقالات.

مضيفة: ينبغي تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة و توفير موارد وبيئة ملائمة لدعمهم، والمشاركة في البرامج والمبادرات العالمية التي تعزز التعلم المستدام وتبادل المعرفة والخبرات مع المكتبات والمدارس الأخرى، والانضمام إلى الاتحاد العربي للمكتبات ( اعلم) والاتحاد الدولي للمكتبات ( إفلا) IFLA.

Leave a Comment
آخر الأخبار