الحوارات المسؤولة تبني وطناً للجميع وتسرّع تعافي المجتمع من غبار المعارك

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ميمونة العلي:

انطلاق جلسات الحوار الوطني من حمص عاصمة الثورة بمشاركة كثيفة من جيل الشباب يؤكد وعي الجميع أن الأوطان لا تُبنى بثنائية المنتصر والمهزوم بل تُبنى بتشكيل دولة حاضنة لكل مكونات الشعب، تدعمها حوارات بسقوف مفتوحة بعيداً عن أقبية المخابرات.

عبد الغني ملوك

وفي تصريح خاص لصحيفة “الحرية” بيّن صاحب الروايات العشر الأديب والمحامي عبد الغني ملوك أن الغاية من أي حوار الوصول إلى القواسم المشتركة التي يؤمن بها الجميع وتوضيح الأهداف والطروحات الملتبسة التي تكون محل خلاف وباعتقادي فإن مطالب الجميع المشتركة هي الديموقراطية وسيادة القانون ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم التفرقة بين مكونات المجتمع، مضيفاً إن هناك مسائل خلافية وإشكالية يجب حسمها وتعريفها وتحديدها من الآن على سبيل المثال ( العلمانية – وموضوع فصل الدين عن الدولة)، فالعلمانية كلمة فضفاضة تتسع لألف وجه ويجب تحديدها في هذه اللقاءات والحوارات لأنها من وجهة نظري وبتعريف بسيط قد يزيل اللبس ويحددها مبدئياً وجزافياً وبشكل سريع لكنه يحتاج لإغناء، حتى لا تكون في المستقبل قميص عثمان أو يُراد بها باطل، فالعلمانية هي الأخذ بالأسباب ويقينيات العلم في جميع أساليب العمل السياسي والإنساني وفي النقاش والحوارات وعدم التعصب والتزمت بكل أشكاله، وهي لا تعني الإلحاد ولا تحارب الدين ولا العادات التي ألفها الناس وأثبتت إيجابية مقبولة بانتشارها، بل العلمانية تعني الأخذ بأسباب التطور الحضاري وإنشاء مراكز الأبحاث والاختراعات وتنمية المناهج العلمية في المدارس والجامعات وفي الحوارات والمنتديات وعدم التزمت المقيت، وأصر على تحديد العلمانية وتعريفها حتى لا تُستغل في أي منحى لغير ما تعنيه وحتى لا يجعلها البعض مدخلاً للإلحاد الذي هو في حد ذاته غير علماني وغير أخلاقي.
وأما فصل الدين عن الدولة فكذلك الأمر  لا يعني أن ينص في الدستور أن الدولة غير دينية أي إلحادية ليس الأمر هكذا، وبالنسبة للدين في بلادنا المسيحي والإسلامي في معظم مفرداتهما يدعوان الى المحبة والأخلاق والتعاون والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يطلبان السيطرة على الدولة باسم دين أو إيديولوجية تلغي الآخر ولا يركزان السلطة المطلقة بيد كاهن أو مرشد، هذه الأهداف والمبادئ يجب توضيحها في هذه الأيام في جلسات الحوار التي هي إرهاصات لبرلمانات قادمة يتم من خلالها الاتفاق على كل شأن خلافي.

تفعيل المحاكم العلنية
ولفت مدير ملتقى أورنينا للثقافة والفنون المدرس ريمون كبرون إلى أهمية الحوارات الثقافية لتذليل الصعوبات في وجه العمل الثقافي وتقديم الحلول مع طرح المشكلة وأهمية ذلك في تعزيز السلم الأهلي من خلال محاكمة علنية لسارقي لقمة الشعب والعمل على استرداد الأموال المنهوبة وإجراء محاكم علنية عادلة لكل المتهمين.

ريمون كبرون

وأضاف: يجب يكون العدل صفة وشعار المرحلة الحالية والقادمة وأن يتم تمثيل كافة أطياف الشعب السوري في لجان الحوار وإزالة المخاوف من بعض الأطراف لبعض رموز المرحلة الانتقالية.
ورأى مدير ملتقى أورنينا أهمية اللقاء مع الناس على الأرض في مختلف الأحياء من خلال جولات ميدانية لسماع مطالب الناس وهمومها والحديث عن هواجسها الأمنية وقُوْتها وأوضح أهمية تشكيل فرق فنية شابة مسؤولة لإعادة تفعيل الحياة الفنية والثقافية إلى حمص العدية.

Leave a Comment
آخر الأخبار