في مسرحية “النور” صراع بين العلم والظلام

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- ثناء عليان:
استضافت خشبة مسرح المركز الثقافي في بانياس العرض المسرحي “النور” من تأليف وإخراج عصام علام.
العرض الذي قدّمته فرقة العراب للفنون المسرحية، بمشاركة ستة ممثلين كبار وصغار يتناول الصراع بين (النور) الذي هو العلم وبين (الظلام) الذي هو أساس الجهل والتخلف، وهذا ما يجعل العلم نور والجهل ظلام.
وبيّن المخرج عصام علام لصحيفة “الحرية” أن هذا العمل المسرحي هو الـ(33) لفرقة العراب مدته 40 دقيقة يتحدث عن المعركة بين الظلام والنور من خلال ست شخصيات يجسدون على المسرح الظلام الذي يسيطر عليهم عند ابتعادهم عن الدراسة، وكلما اقتربوا من العلم تزداد إضاءة المسرح كإشارة إلى أن للعلم دوراً بتطور بلادنا وإنارة مستقبلنا.
وقال علام: إن الرسالة التي أردت إيصالها من هذا العرض تسليط الضوء على مساوئ الفيسبوك والإنترنت اللذين يستهلكان من وقتنا ويحدان من تفكيرنا ويزرعان أفكاراً سيئة، لذلك يجب اللجوء إلى العلم لأنه الوحيد الذي يبني مستقبلنا وينظم وقتنا.
وأكد علام أنه يستقي مواضيع مسرحياته من الواقع السوري الذي يعتبره بيئة خصبة للمفكر والمبدع، لأنه مليء بالفقر والجوع والقهر والمعاناة، ومن السهل تناول مواضيع للكتابة عنها، إذ تتطلب هذه المرحلة من الكتاب والمبدعين توثيق ما يعيشه الشعب السوري الآن، وتوثيق ما عاناه سابقا من قمع سياسي وفكري.
والمواضيع التي أتناولها بمسرحياتي -يضيف علام- هي مواضيع مجتمعية تناولنا فيها العقل والعلم والمرأة المطلقة، والكاتب الذي ليس لديه منصة يكتب فيها، والواقع السوري السيئ وهروب الشباب السوري عبر البحار بحثاً عن مستقبل أفضل، ومن المهم توثيق المرحلة الحرجة التي تمر بها سورية، وهذا ما عملنا عليه من شهر من خلال العرض المسرحي “صيد المنايا” الذي يوثق الحالة القمعية التي كان يعيشها الشعب السوري، والآن يتم العمل على مسرحية بعنوان “عذاب” تحكي عن محاكاة العقل وضرورة تحكيمه في هذه الفترة.
وعن الواقع المسرحي في سوريا يصفه علام بالمقبول ولكنه بحاجة لدعم كبير، وفي طرطوس فالواقع المسرحي سيئ، وطالب علام بتشجيع المسرح ودعم الفرق المسرحية وتأمين الدعم المادي وفتح المسارح، ليكون المسرح حاضراً لأنه يساهم بنشر ثقافة العلم والتآخي ويضيء أفكارنا، وهو مراية وعلاج للكثير من المشاكل.
الطفل كرم شريف دوره في المسرحية طالب شاطر يشجع أصدقاءه على الدراسة، ولكن بتحريض من الظلام يتركها ويتجه مع أصدقائه للهو بألعاب الميديا والإنترنت الحديثة، لتكون نتائجهم متدنية في الفصل الأول ومهددين بالرسوب، ولكن وجود شخصيه النور ساعدتهم بالعودة الى الدراسة والاهتمام بواجباتهم المدرسية وتحسين نتائجهم والنجاح.
الشاب محمود الجمعة الأحمد يقوم بدور حارس الظلام عن دوره يقول: أنا الظلام الذي يوسوس للأطفال المجتهدين بترك العلم والكتب وإيصال التلاميذ المجتهدين لمرحلة الكسل والتكاسل وتأجيل عمل اليوم إلى الغد، الحقيقة المسرحية هي عبارة عن صراع بين الخير والشر، بين العلم الظلام، والشخصية التي أجسدها شخصية فلسفية غير حقيقية ولكن موجودة في زمان ومكان.
يشار إلى أن فرقة العراب للفنون المسرحية عبارة عن تجمع شبابي مسرحي، شارك بعروضها منذ تأسيسها من حوالي سنتين ونصف، أربعون ممثلاً وممثلة من مختلف المحافظات السورية “الرقة، حماة، حمص، طرطوس، دمشق، السويداء” وجميع العروض التي قامت الفرقة بعرضها من تأليف وإخراج مؤسس الفرقة عصام علام بعيداً عن أي اقتباس.

Leave a Comment
آخر الأخبار