الحرية – وليد الزعبي:
لم يرتدع أبداً رغم كلِّ محاولات تهدئته من المارّة، بقي يهدد ويرتعد ويهجم بطريقة انفعالية شديدة، يريد أن ينال من أحد الفتية من أقرانه بالضرب إثر خلاف نشب بعد تلاسن بينهما.
أثارت حالة التنمر هذه حفيظة كلّ من شاهدها في الطريق، وأبدوا استهجانهم من مثل هذه الشراسة الفجّة التي أصبح يتصف بها بعض الأبناء، فيما تساءل الجميع: أين يغيب دور الأهل والمدرسة عن معالجة ظاهرة التنمر المقيتة هذه؟
ما حدث ليس بالواقعة الفريدة في مجتمعنا، فهي تكاد تتكرر كلَّ يوم، وليس أثناء لعب الأولاد في شوارع وساحات الأحياء فقط، بل في المدارس أيضاً، إذ كثيراً ما يتنمر بعض التلاميذ أو الطلاب على أقرانهم، سواء بالقدح والذم أو بالضرب، ولطالما تمّ استدعاء أولياء الأمور على خلفية ذلك.
لا شك في أن ما مرّ به أبناؤنا من العيش وسط حالات العنف الشديد، التي وقعت بسبب النظام البائد في السنوات السابقة، كان عاملاً مباشراً في إكسابهم السلوكيات العدوانية واعتيادهم عدم الاكتراث بعواقب التمادي على الغير.
وهنا تبدو المسؤولية مشتركة بين الأهل والمدرسة والمنابر التوعوية، لتكثيف جهود محاصرة ظاهرة التنمر هذه عند الأبناء، وترسيخ قيم الإحسان والتسامح والتراحم فيما بينهم.