عمال في المخابز يكشفون: تجربة تصغير الرغيف خسائر بالمليارات وزيادة في الاستهلاك

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – دانيه الدوس:
موجة استغراب سيطرت على المواطنين بعد تصغير حجم رغيف الخبز ورفع سعره لجعله أشبه بالخبز السياحي، فالأسرة التي كانت تستهلك ربطة باليوم باتت بحاجة إلى ربطتين ناهيك بما سيعانيه المواطن من ضياع في الوقت والجهد من خلال انتظار وصول دوره على طوابير الخبز.
سليم عازر وهو متقاعد أكد في تصريحه لصحيفة الحرية أنه بات بحاجة الى ربطتي خبر كل يومين حيث ازداد استهلاك عائلته المكونة من ٥ أشخاص من الخبز بعد تصغير حجم الرغيف.
أما أحمد السيد وهو موظف حكومي فقد تمنى العودة لمقاس الرغيف السابق، لا يهمه عدد الأرغفة إذا كان وزن الربطة هو ذاته، الشيء الوحيد الذي تغير هو سعر الربطة، فقد ارتفع سعرها الى ٤ آلاف ليرة وهذا الرقم بات بحاجة لميزانية خاصة لا يمكن الاستغناء عنها.
ولم تقتصر الخسارة على المواطنين فقط فتجربة تصغير الرغيف، باتت كما أكد جمال محمد أحد العاملين في المخابز لموقع الحرية أنها تكلف خسائر بالمليارات، حيث إن إنتاج طن الخبز كان يستهلك من ٥٥ إلى ٦٠ لتر مازوت قبل تصغيره، أما بعد تصغيره فقد بات يستهلك من ٨٠ الى ٩٠ وأحياناً ١٠٠ لتر من المازوت، مشيراً إلى أن إنتاج طن الطحين كان يحتاج إلى ساعة ونصف الساعة بالحد الأعلى، أما بعد تصغير الرغيف فقد بات بحاجة لـ٣ ساعات وأكثر وهذا يعني استهلاكاً كبيراً للمازوت وخسائر إضافية.
وأضاف محمد :إن تطبيق تلك التجربة جعل القدرة الإنتاجية ضعيفة، فقد كان يعمل المخبز ما بين ١٤ الى ١٦ طناً خلال ٢٤ ساعة أما حالياً فيعمل بـ٩ أطنان فقط، متسائلاً كيف للمخبز اليوم في ظل ضعف الإنتاجية أن يخدم تلك الأعداد الكبيرة من الناس، وخاصة بعد زيادة عدد أفراد مدينة دمشق نتيجة عودة العديد من الأسر إلى بيوتهم بعد سقوط النظام، فعندما كانت إنتاجية المخبز ١٥ طناً لم تكن تكفي فما بالك بالزحمة اليوم التي لا تنتهي طوال أيام الأسبوع على طوابير الخبز.
وأكد محمد استحالة العودة لمقاس الرغيف الكبير، فهناك خطة تقوم بها المؤسسة العامة للمخابز وهي تركيب خطوط إنتاج جديدة تتناسب مع مقاس الرغيف الصغير، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة تكلف الدولة خسائر كبيرة بالمليارات نحن بغنى عنها.
كما أشار محمد إلى أن الإدارة الجديدة طلبت من مديري المخابز عرض المشاكل التي يتعرضون لها إلى جانب اقتراح الحلول فجاءت الإجابة مع رفض كافة الاقتراحات والحلول، وكشف عن وجود ٢٥٠ إلى ٢٥٢ مخبزاً في سورية جميعها مصممة لإنتاج رغيف بحجم كبير.
ماهر سعيد عامل في شركة الحبوب، رأى أن تصغير حجم الرغيف من حيث المبدأ جيد يعطي منتجاً جيداً، لكن ضمن المخابز الآلية يؤدي إلى استهلاك كمية كبيرة من المحروقات وزيادة في عدد العمالة وساعات تشغيل المخابز، لافتاً إلى أنه للوصول إلى النتيجة المرجوة فنحن بحاجة إلى تعديلات ضمن بيت النار والخطوط وبحاجة إلى عمال فنيين للقيام بالعمل.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً في بداية الشهر الحالي قد أصدرت قراراً بخفض وزن ربطة الخبز إلى 1200 غرام بعد أن كانت 1500 غرام.. بعدد أرغفة 12 رغيفاً وبسعر 4000 ليرة.

Leave a Comment
آخر الأخبار