المشاريع الصغيرة والمتوسطة هل تولد بإطلالة جديدة؟

الحرية – محمد فرحة:
كلما بدأنا بحديث، تفرض القضية الاقتصادية نفسها لتتسيّد الحوار، لكن هل يمكن عزلها عن بقية القضايا الأخرى كالاجتماعية والثقافية ؟
يبدو كأنه مكتوب علينا كلما أردنا البحث في قضية كانت مطروحة منذ سنوات، علينا أن نتذكر كيف كان تمييع قضايا كهذه، تارة بالخطابات وتارة بالوعود وطوراً بجولة مسؤول أو حتى يكتمل “النقل بالزعرور”، يقيمون ملتقى أو ورشة عمل في فنادق خمس نجوم، وتكلفة ذلك تكفي للنهوض بأكثر من خمسة مشاريع صغيرة.
منطق الواقع يرفض التكرار ويقبل باستمرار التجارب شرط تناميها، فالحكومات البائدة لم تكن فقط لا تجرب ولا تكرر، بل تُلوح بالتذكير بهذه المشروعات ولما لها من أهمية ودور في الدعم الكبير للاقتصاد ، زد على ذلك فإنها تُوجِد فرصاً من العمل الأسروي، ما يشكل دخلاً للعاملين فيها.
فماذا حلَّ بها اليوم؟ وهل مازالت الرغبة نفسها لدى البعض للمضي في هذه المشاريع؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور حديث صحيفة الحرية مع المنسق العام للمشاريع الصغيرة في القرية النموذجية بقطرة الريحان في منطقة الغاب المهندس فادي سعيد.
يبين م. سعيد أنه لاوضوح لمجريات ما سيأتي في مثل هذه المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولا في المدى القريب.
كما تطرق إلى أنها قد لا تكون اليوم من أولويات عمل الحكومة المؤقتة ، نظراً لانشغالها بقضايا أكثر حضوراً وتأثيراً ، ليأتي بعد ذلك مثل هذه المشاريع .
واستطرد بأن التفاوت في سعر الصرف المتغير، يجعل الجميع خاسراً ، ناهيك بالبضائع المستوردة التي تغرق السوق، وبالتالي تؤثر على المنتجين بشكل أو بآخر.
بالمختصر المفيد ؛ تشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر دعماً مهماً للاقتصاد المحلي ويُعتمد عليها كثيراً في معظم بلدان العالم، لما تشكله من دخلٍ في دعم وتحسين الواقع الأسروي في هذه المجتمعات.
فلو كانت الحكومات السابقة جادة حقيقة في إنعاش وتطوير هذه المشاريع، لكانت اليوم مزدهرة، والعاملون فيها أحسن حالاً، لكن كل ما كان يدور حولها وعنها لا يتعدى التصريحات، وكلما أهملت وكاد أن يقتلها النسيان عادوا وأيقظوها بتصريحٍ آخر جديد كمن يحاول دبّ الروح في جثة هامدة للأسف.
نختم لنشير إلى أنّ هذه المشاريع بكل تأكيد ستكون عاجلاً أو آجلاً ضمن اهتمام الحكومة القادمة عملياً وفعلياً، ووحدها الأيام القادمة ستثبت ذلك أو العكس.