الحرية – وليد الزعبي:
أثرت موجة الصقيع الشديدة التي مرت في الأيام الماضية على عدد من المحاصيل الزراعية في درعا، الأمر الذي يرتب آثاراً سلبية على إنتاجها ويحمِّل الفلاح خسائر ليست بقليلة.
وأشار عدد من الفلاحين إلى أنّ محاصيلهم الباكورية وخاصةً منها الكوسا في منطقة وادي اليرموك، تأثرت كثيراً بسبب انخفاض درجات الحرارة غير المسبوقة، كما لفت آخرون إلى أنّ محاصيل أخرى تضررت بنسب متفاوتة مثل البطاطا للعروة الشتوية التي تزرع من البذار المحلي في المناطق الداخلية الدافئة مثل طفس وجلين وغيرهما، كما تضرر محصول الفول بشكل كبير ولم تعد ثماره قابله للتسويق لتفحمها، وكذلك تأذت البازلاء ولو بنسبة أقل، والحال يقاس على شتول الخضراوات المحمية بشتى أنواعها، حيث طالها الضرر هي الأخرى أيضاً.
ويأمل الفلاحون أن يتم الاطلاع على واقع الأضرار من الجهات ذات العلاقة، وتقييمها والنظر في إمكانية تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، وذلك في سبيل الإسهام باستمرارهم بالمهنة وعدم خروجهم منها، حيث إن معظمهم من صغار المزارعين.
ويرى متابعون للشأن الزراعي أنّ حجم الأذى الذي تعرض له الفلاح الذي يزرع الخضار الباكورية كبير جداً، لكون تكاليفها باهظة إذا ما قورنت بتكاليف الزراعة العادية، حيث يتم استخدام النايلون الأبيض والأقواس لتغطية وحماية المحصول من برودة الطقس، وهي تكاليف إضافية تدفع بالدولار، كما لفتوا إلى أنّ الكوسا وغيرها من المحاصيل عندما تزرع بمثل هذا الوقت من السنة لترفد السوق بأصناف من الخضار باكراً، يكون إنتاجها بوحدة المساحة أقل من العروة الأساسية، بمعنى أنه عندما تنخفض الإنتاجية سترتفع تكلفة المحصول، والشيء الذي كان يعوّض على الفلاح ذلك هو الأسعار الجيدة للخضار الباكورية.
مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي ذكر في تصريح لصحيفة “الحرية”، أنّ المساحة الإجمالية القابلة للزراعة في منطقة وادي اليرموك تبلغ نحو ٨ آلاف دونم، وقد تأثرت محاصيلها بموجة الصقيع الشديدة التي سادت في الأيام الماضية، وخاصة منها محصول الكوسا بشكل أساسي لكونها ببداية الإنتاج، حيث تزرع في الوادي وتنتج بشكل مبكر وتتطلب كشف النايلون عنها لوصولها إلى حجم يتطلب ذلك، كذلك تعرضت محاصيل في مناطق أخرى للضرر بنسب متفاوتة مثل البطاطا المزروعة بالبذار المحلي والأمر مشابه بالنسبة لمحصولي الفول والبازلاء، حيث أدى الصقيع إلى تجمد الماء ضمن أنسجة النبات، ما أدى إلى حصول ذبول وتماوت في النبات.
ولجهة محصول القمح، بعث حديث مدير الزراعة الطمأنينة، حيث أوضح أنّ الصقيع قد يؤخر نموه مرحلياً لكنه لا يؤثر عليه على المدى البعيد.