هجمات تصيد احتيالي متطورة تتجاوز المصادقة الثنائية وتسرق حسابات ‏Gmail ‎

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية– المهندس بسام مهدي:

حذر باحثو الأمن في «سلاش نيكست»” (‏Slash Next‏) من هجمات تصيد احتيالي ‏متقدمة تتجاوز المصادقة الثنائية، من خلال اختطاف الجلسة واعتراض بيانات ‏الاعتماد في الوقت الفعلي، وفقاً لموقع «ذا صن» ، إذ يُرسل المهاجم رابطاً عبر ‏البريد الإلكتروني إلى الضحية، وبمجرد النقر عليه سيعيد توجيهه إلى صفحة تسجيل ‏دخول مزيفة تطابق الصفحة الشرعية. ‏
لقد هزت هذه الموجة الجديدة من هجمات التصيد الاحتيالي المتطورة عالم الإنترنت، ‏حيث تمكن المهاجمون من تجاوز إجراءات المصادقة الثنائية، وسرقة حسابات ‌‏«جيميل» بمعدلات غير مسبوقة، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني وجهات ‏الاتصال والملفات المخزنة في “جوجل درايف”.‏
وأعلنت شركة «جوجل» عن اتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في هذه الهجمات ‏وتعزيز إجراءاتها الأمنية، كما دعت المستخدمين إلى الإبلاغ عن أي رسائل بريد ‏إلكتروني مشبوهة.‏
ودعا خبراء الأمن السيبراني إلى تعاون دولي لمكافحة هذه الهجمات المتطورة، ‏مشددين على أهمية تبادل المعلومات، وتطوير تقنيات جديدة للكشف عن الهجمات ‏ومنعها.‏

أدوات تصيد جديدة ‏Astaroth‏:‏
تم الإعلان عن‎ Astaroth ‎لأول مرة على شبكات الجرائم الإلكترونية في أواخر  ‏كانون الثاني 2025، وهي مجموعة أدوات تصيد جديدة تتجاوز المصادقة الثنائية‎ ‌‎(2FA) ‎من خلال اختطاف الجلسة، واعتراض بيانات الاعتماد في الوقت الفعلي‎.‎
تستخدم‎ Astaroth ‎وكيلاً عكسياً على غرار‎ evilginx ‎لاعتراض حركة المرور ‏والتلاعب بها بين الضحايا، وخدمات المصادقة المشروعة مثل‎ Gmail ‎وYahoo ‌‏ ‏و‎ Microsoft ‌‏ تعمل ” كرجل – في – المنتصف “‌‎ (Man-in-the-Middle) ‎، ‏حيث تلتقط بيانات اعتماد تسجيل الدخول والرموز وملفات تعريف الارتباط للجلسة ‏في الوقت الفعلي، وتتجاوز المصادقة الثنائية بشكل فعال‎.‎

كيف تبدأ الحيلة؟
الخطوة الأولى: إرسال الطُعم، حيث يبدأ المهاجمون بإرسال بريد إلكتروني أو ‏رسالة نصية تبدو موثوقة، على سبيل المثال: «حسابك في جيميل تم اختراقه، ‏اضغط هنا لتأمينه». ‏
غالباً ما تحتوي هذه الرسالة على شعارات رسمية أو لغة مقنعة لخداع الضحية‎.‎
الخطوة الثانية: النقر على الرابط، عندما تنقر على الرابط، يتم توجيهك إلى صفحة ‏مزيفة تُشبه تماماً صفحة تسجيل الدخول الحقيقية لـ “جيميل” أو أي خدمة أخرى‎.‎
الخطوة الثالثة: سرقة البيانات، عند إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور، تلتقط ‏الصفحة المزيفة هذه المعلومات وترسلها مباشرة إلى المهاجم‎.‎
الخطوة الرابعة: تجاوز المصادقة الثنائية، إذا كان لديك مصادقة ثنائية‎ (2FA) ‎مفعلة، تطلب الصفحة المزيفة الرمز المرسل إلى هاتفك، بمجرد إدخاله، يحصل ‏المهاجم على الرمز أيضًا‎.‎
بالإضافة إلى ذلك، تسرق‎ Astaroth “‎ملفات تعريف الارتباط‎” (Cookies) ‎الخاصة بالجلسة، مما يسمح للمهاجم بالدخول إلى حسابك دون الحاجة إلى إعادة ‏إدخال البيانات‎.‎
ونتيجة لذلك يصبح المهاجم قادرًا على التحكم بحسابك، وإرسال رسائل منه، ‏وسرقة بياناتك، أو استخدامه لخداع أشخاص آخرين (مثل أصدقائك أو زملائك ‏أومديرك أو عملائك أو الموردين أو حسابك البنكي)‌‎.‎

كيف تحمي نفسك من هجمات ‏Astaroth؟

تخيّل أنك تتلقى بريداً إلكترونياً من‎ “support@google.com” ‌‏(لكنه في الواقع ‏مزيف) يقول : ” لقد تم تسجيل محاولة دخول غريبة ، اضغط هنا للتحقق”. ‏
وعندما تنقر، تدخل بياناتك، ثم تكتشف لاحقًا أن شخصًا آخر يرسل رسائل من ‏حسابك لطلب أموال من أصدقائك‎!‎
لتحمي نفسك من هجمات التصيد لابد من تجنب النقر على الروابط المشبوهة ‏روابط من مصادر غير موثوقة، وإذا شككت في رسالة، افتح الموقع يدوياً من ‏المتصفح‎ ‎مثل كتابة ‌‎”mail.google.com”‎، وإذا لم يبدأ بـ‎ ‌‎”https://accounts.google.com”‎، لا بد عليك أن تتجنبه، التحقق من عناوين ‏URL‏: قبل إدخال بيانات تسجيل الدخول، تأكد من أن عنوان ‏URL‏ للصفحة هو ‏عنوان “جيميل” الأصلي، وتأكد من أن عنوان الصفحة صحيح‎ ‎، وليس ‌‏(‏g00gle.com‏) مثلًا.‏
استخدم تطبيقات المصادقة: بدلاً من الرموز عبر الرسائل النصية، استخدم تطبيقات ‏مثل‎ “Google Authenticator”‎، فهي أصعب في الاختراق‎.‎
راقب حسابك: إذا رأيت نشاطاً غريباً أو أي سلوك غريب على جهازك (بطء، ‏إعلانات غير متوقعة، أو رسائل لم ترسلها ..إلخ)، غيّر كلمة المرور فوراً واجعل ‏كلمة المرور طويلة ومعقدة، وتحتوي رموزاً وحروفاً وأرقام، وقم بإنهاء جميع ‏الجلسات النشطة‎.‎
تحديث المتصفحات: تأكد من تحديث متصفحات الإنترنت بآخر إصداراتها، وتجنب ‏تحميل برامج من مواقع غير رسمية.‏
حدّث أجهزتك: تأكد من أن متصفحك ونظامك يحتويان على برامج حديثة ومحدثة ‌‏(مثل ‏Kaspersky‏ أو ‏Malwarebytes‏).‏

ختاماً :‏
إن حساب ‏Gmail‏ “جيميل” الخاص بك ليس مجرد بريد إلكتروني، بل بوابة إلى ‏حياتك الشخصية والمهنية، وأصبحت هجمات التصيد المتطورة التي تتجاوز ‏المصادقة الثنائية تُذكرنا بأن الخطر أقرب مما نعتقد، لا تدع لحظة تهور تُكلفك كل ‏شيء، الحذر هو السلاح الذي لا يملكه المهاجمون.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار