أكثر من إغراق

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- مرشد ملوك:
استغل التجار الحدود المفتوحة وظروف التحرير وأغرقوا البلاد بكل شيء ..
في الحديث عن الإغراق يبدو الموضوع أكبر من بسطات الشيبس و الشوكولا والبسكويت والبذورات والمعلّبات المنتهية الصلاحية.. فهذا التجسيد للقصة صغير جداً .
امتلأت مستودعات التجار الأساسية واستأجروا شوارع ومستودعات إضافية كبيرة في المدن الصغيرة والكبيرة وعلى عينك يا تاجر كل ما يريد ويشتهي المستهلك السوري من البضائع والصناعات المهربة .. في الصناعات الهندسية المنزلية كالبرادات والغسالات والأفران والمدافئ والمكيفات وفي كل شيء تحتاجه الأسرة السورية، ويمتد ذلك على قطع الغيار والتبديل، وما نراه اليوم من بسطات في الشوارع هي النوافذ الصغيرة لمستودعات المواد الغذائية التي تكدست .
ظاهر الموضوع هو توفر مواد غذائية وغير غذائية وبأسعار أرخص من المعتاد، وهذه حالة شعبوية مهمة تزامنت مع ” التحرير” وسقوط النظام البائد.
على التوازي مع ذلك دخلت المشتقات النفطية، التي كانت تشكل ” عقدة العقد” بالنسبة للمواطن السوري، ليس في أسعارها المرتفعة كالخيال سابقاً ولكن أيضاً في عدم توفرها بالمطلق .
الإغراق والتكديس في المستودعات ومن كلّ أنواع الصناعات أصبح يسد حاجة سوريا ويكفي لفترات تصل إلى سنوات ، وأسعار المنتجات أقل بأربعة إلى خمسة أضعاف، ولاسيما أن المنتج السوري الهندسي والغذائي عانى ما عاناه أيام النظام المقلوع من ارتفاع هائل في تكاليف الإنتاج.. من منصة المصرف المركزي إلى العلاوات والإتاوات والاحتكار وكل شيء غير اقتصادي .
السؤال الإشكالي: أليس من أغرق السوق السورية واستغل ظروف التحرير هم تجار سوريون ؟!! وليس بعيداً أن يكون الصناعيون أنفسهم أيضاً هم من أدخل منتجات العالم إلينا تهريباً، لاقتناص فرصة ربح متاحة وفيما بعد يخلق الله ما يشاء حول الصناعة السورية .
لا أحد في الكون يترك بيته مفتوحاً للرياح من كافة الاتجاهات، كما هو حال الحدود السورية اليوم .. وفي ذلك آثار سلبية كبيرة على صناعة البلاد وتجارتها، إضافة إلى ضياع الرسوم الجمركية وغير الجمركية وفق ميزان المصلحة الاقتصادية العليا.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار