منعطفات درامية مذهلة في مسلسل ” السبع” تأرجح بين منطق الحكاية والخيال

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:
كعادتها تذهب الدراما السورية إلى بناء حكائي مختلف كل عام، وهذه المرة استعارت منطق البطولات والأسطورة عبر مسلسل “السبع” الذي يأخذنا في حكايته إلى طرح فلكلوري ليس بجديد درامياً، معتمداً على الدخول في العمق النفسي لكل شخصية فيه.

*جمالية الحكاية
مسلسل تعود قصته إلى بشار مارديني وعالج النص بتفاصيله وبنيته السردية كل من الكاتب سيف رضا حامد ومخرجه فادي سليم .
المخرج سليم اعتمد في رؤيته البصرية على بيئة هندسية تتأرجح معالمها بين القرون الوسطى وبداية القرن الماضي.
المسلسل قام ببطولته كل من: باسم ياخور، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، أمل بوشوشة، تيسير إدريس، مرح جبر، حلا رجب، يزن خليل، يزن السيد، طارق مرعشلي، وفاء موصلي، جلال شموط، جفرا يونس، حسن خليل، روعة السعدي، عدنان أبو الشامات، جيني إسبر، دلع نادر، إليانا سعد، عبد الرحمن قويدر، حسام الشاه، جبريل حسام الدين.. وغيرهم.
البناء السردي الدرامي لمسلسل “السبع” يأخذنا بجمالية الحكاية إلى حياة الغجر ويغوص داخل حيواتهم ويستعرض أسلوب اللباس المزركش والإكسسوارات والطعام وبعض الاستعراضات الراقصة التي مازالت تقدم ضمن صيرورة العمل ويكشف جانباً من عمل رجال العشيرة وطريقة كسبهم لرزقهم من خلال عمليات السطو وقطع الطرق، إضافة لعمل النساء في مجال التبصير وقراءة الكف وضرب الودع والمندل مقابل حياة الرفاهية والقصور والبذخ.
في العمل لا زمن للحكاية ولا مكان محدد، ولا تكريس لبطل شعبي هي قصة بسيطة عن رفض الظلم بأي مكان ويأخذنا التصاعد الدرامي إلى صراع العائلات بسبب المال والنفوذ وما ينتج عنها من انتقامات.
ويسلط العمل الضوء على حدث مأساوي من الماضي يعيشه بطل الحدوتة، ويكون السبب في رسم مصائر جميع شخصيات العمل ويناقش بملحمية درامية جديدة تبوح بالكثير عن عالمنا عبر أحداث مليئة بالمنعطفات المذهلة.
العمل صور بمعظمه بمشاهد خارجية جمعت بين السينوغرافيا وجمال الطبيعة وتنقل بالتقاطات جذابة بين جبال زرزر في الزبداني ولبنان، وواضح من ديكور العمل الضخم أنه صمم خصيصاً ليروي الحكاية، واعتمد على لونية ومشهدية بصرية أعادتنا إلى أفلام القرون الوسطى من طريقة اللباس والإكسسوارات والبناء الخشبي وأسلوب حياة القصور .

*لا مكان للحب
فانتازيا تاريخية شكّل لأجلها فضاء من الديكورات الضخمة استندت على أحداث تحاكي واقعنا الحياتي بتقاطعاتها، وأعاد باسم لذاكرتنا بعضاَ من تفاصيل مسلسل “كساندرا” عبر خنجره الذي لا يخطئ مطوراً أداءه بلمساته من فروسية وشهامة وقوة وقدرة على التخفي والانتقام .
“السبع” لم يبتسم طيلة حلقات العمل لا مكان للحب في حياته يعشق حياة الجبال والبراري لم تستطع زمرد “أمل بوشوشة”بجمالها وأنوثتها الطاغية أن تحرك مياه قلبه الراكدة، لكنها استطاعت العزف على أوتار الشخصيات التي تقدمها فهي العاشقة التي لا تقبل الرفض عشقها المجنون له قادها إلى تشعب الحكاية والتخطيط لقتله بعد أن عرفت أنه قام بالزواج من مندورة “جفرا يونس”، بالعودة إلى حكاية “السبع” يقدم الكاتب والمخرج سليم مبرراً فنياً لما يقوم به “السبع” من قتل “الفراز” و”المفتاح” والوقوف بوجه الثري عزيز “عبد المنعم عمايري” وسعيد الضابط “يزن خليل” أحداث عاصفة تعيد طفولة “السبع” إلى واجهة المجابهة والدفاع عن الذات فلا مكان للخسارة في حياته .
أما ثريا خانوم “أمل عرفة” فهي سيدة السطوة والكلمة محركة الأحداث كلها هي العقل المدبر لكل ما يحدث وأعادتنا عرفة بقوة أدائها وحنكتها واللعب على تفاصيل الحكاية إلى قصص الشطّار وذكائهم في خروجهم من أي معضلة، ويبقى انتظار النهاية هو الدافع الأكبر للمتابعة رغم محاولة المشاهد رسم النهاية التي تناسب طريقة تنبؤه بالأحداث.

Leave a Comment
آخر الأخبار