الحرية – فردوس دياب:
سيكون العيد الأول للسوريين بعد التحرير والخلاص من الطغيان والاستبداد، لذلك هو مختلف بكل المقاييس، حيث الفرح الحقيقي يرتسم على وجوه السوريين الذين ازدحمت بهم الأسواق، برغم ضيق الأحوال وضعف القدرة الشرائية، نتيجه حالة الركود الاقتصادي والمادي في هذه المرحلة الانتقالية التي لا تزال فيها الدولة السورية تداوي جراحها العميقة والكثيرة التي خلفها النظام البائد في كل مكان في جسد الوطن.
سعادة مضاعفة
(الحرية) جالت على سوق الجزماتية في حي الميدان الدمشقي، ورصدت حركة وفرحة الناس، وحاولت نقل جزء من مشاعرهم وأحاسيسهم وهم يودعون شهر رمضان المبارك ويستقبلون عيدهم الأول بعد انتصار الثورة وتحرير الوطن من النظام البائد.
البداية كانت مع السيدة نور الهدى خشفة التي أعربت عن فرحها وسعادتها الغامرة بقدوم العيد والتي أصبحت مضاعفة هذا العام بسبب تحرير سوريا من القهر و الظلم، وأضافت أن العيد يبدو أجمل هذا العام لذلك أتت إلى سوق الجزماتية لتشتري حلويات العيد حتى تضفي عليه مزيداً من البهجة والسرور.
فرحة من القلب
بدورها قالت الدكتورة المخبرية بشرى خادم الجامع إنها المرة الأولى التي تشعر فيها بفرحة حقيقية من القلب، مضيفة إن كل الأوضاع تغيرت نحو الأحسن منذ سقوط النظام ،حيث الأسعار انخفضت بشكل ملحوظ، وغصت الأسواق بكل المنتجات، وأصبحت الخيارات أكثر ومتاحة للجميع.
أما السيد أحمد سليمان فقد أكد أنه برغم الفرحة بالتحرير وبقدوم العيد ،إلا أن هناك غصة بسبب ضعف القدرة الشرائية، وعدم استطاعته شراء معظم مستلزمات العيد من حلويات وملابس وما إلى ذلك.
الأوضاع للأحسن
من جانبه قال السيد سمير دقدوق إن الواقع أصبح أجمل من دون النظام البائد، وأن المرحلة الراهنة تحتاج صبراً من السوريين الذين صبروا لعقود على إجرام واستبداد العصابة الأسدية، حيث الدولة لا تزال في مرحلة النشوء والتعافي، مؤكداً أن الأمور تتجه للأحسن والأفضل إن شاء الله.
من جانبها قالت الدكتورة دانية السيد إن الفرحة كبيرة بالإنتصار والتحرير والفتح العظيم، مبينة أنها عادت إلى سوريا الحبيبة بعد غربة طويلة بكل شغف وفخر، حتى تسهم مع أبناء الوطن في إعمارها وبنائها كي تزدهر ويفوح منها رائحة الياسمين الدمشقي.
بلا رشاوى للتموين
وعن مستلزمات العيد ،أوضح السيد أنس حيدر صاحب محل للحلويات الشرقية، أنه بالرغم من انخفاض أسعار الحلويات، إلا أنه هناك ضعف بالقوة الشرائية، حال دون شراء الناس للكثير من أساسيات العيد فالراتب لا يكفي لأكثر من أربعة أو خمسة أيام.
أما السيد أبو محمد صاحب محل داوود باشا للحلويات، فأكد بدوره على فرحته الكبيرة بعد الانتصار والتحرير ،حيث لم يعد يخاف من شيء اسمه تموين وصحة حيث كان يدفع كل يوم أموالاً طائلة لهم .
انخفاض وإقبال متوسط
أما محل سرحان وباسم وأبو عرب حيدر للحلويات فقد أجمعوا جميعاً على الارتياح والفرح بعد الإنتصار والتحرير ، إلا أن الإقبال على شراء الحلويات بحسب ما أفادوا به ما يزال متوسطا .
من جانبه قال السيد علي دامر صاحب محل ملك النابلسية إن الحلويات متوفرة بكافة أنواعها وأسعارها مقبولة وشعبية وانخفضت بشكل كبير وتناسب الجميع ، إلا أن الإقبال محدود نوعا ما بسبب ضعف الإمكانية الشرائية، حيث يباع كيلو معمول بالفستق الحلبي ١٥٠ ألفاً ومعمول الجوز ٩٠ ألفاً.
وفي الختام لا بد من القول: إن الفرحة كانت تتجول مع الناس في الأسواق، ولم يعكرها إلا شيء واحد وهو جيوب الناس الخاوية التي انعكست على وجوه الكثيرين شحوباً وإرهاقاً يحكي قهراً وظلماً عانوه لعقود طويلة وها هم الآن ينفضونه عن أرواحهم رويداً رويداً.