الحرية – إبراهيم غيبور:
أحدثت «رسوم ترامب» الجمركية حالة ذهول عالمية غير متوقعة، فالبعض ذهب ليصفه «بالرجل المجنون» الذي أعلنها حرباً اقتصادية عالمية.
وبغض النظر عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عالمياً والتي حظيت الصين بالنسبة الأعلى، فقد كانت المفاجأة بالرسوم التي طالت المنتجات السورية المصدرة بنسبة 41٪ والأمريكية المستوردة 81٪ وهي الأعلى عربياً، لتذهب كل التوقعات بانفتاح أمريكي مرتقب على سوريا بحلتها الجديدة أدراج الرياح.
ديب للحرية: حرب اقتصادية مشحونة بالشروط الأمريكية
ولحظة الإعلان عن الرسوم الجمركية المطبقة على سوريا، اعتبرها متابعون أنها إشارة لتعامل أمريكي مرتقب مع الإدارة السورية، وتالياً رفع للعقوبات المفروضة على الشعب السوري، وفي حديثه لصحيفة الحرية، رأى الباحث الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب أننا نعيش حرباً جديدة من أنواع الحروب الاقتصادية والمفاجئ أن بدايتها كانت السيارات الكهربائية بشكل خاص والثورة في قطاع النقل الأخضر، حيث انتصرت الصين في هذا المضمار انتصار اقتصادياً وتجارياً.
واليوم، وفق الباحث ديب نحن أمام حرب التعرفة الجمركية، وهو أمر فاجأ السوريين عندما أعلن ترامب عن رسومه التي خص سوريا بأعلاها نسبة على المستوى العربي، متسائلين عن السبب في وقت تشهد فيه سوريا انفتاحاً عالمياً وإعادة لتموضع العلاقات مع الكثير من دول العالم ولاسيما أوروبا.
إذاً لماذا فرض ترامب أعلى رسوم جمركية في الوطن العربي على سوريا وعالمياً على الصين؟
يقول ديب: واهم وغير مدرك من يعتقد أن القرار بخصوص سوريا هو قرار عادي وليس له أي تأثير، فإذا نظرنا من زوايا عدة على قرار الرسوم الجمركية، نجد أن الصين تعيش حرباً اقتصادية حقيقية مع أمريكا ويمكن أن نوصف الحالة الاقتصادية بأنها حرب عالمية اقتصادية ستكون تبعاتها أكبر من الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك الحرب في الشرق الأوسط، وبالعودة إلى الجمارك المفروضة فالبعض يتساءل ماذا نصدر لكي تفرض علينا أمريكا رسوماً هي الأعلى نسبة في الوطن العربي؟
وهنا يؤكد الباحث ديب بأن سوريا تمتلك ثروات طبيعية ومعدنية ونفطية، يتركز منها ٧٠% في شرق الفرات، وقبل التعرفة اشترطت أمريكا تنفيذ خطوات للتعامل مع الإدارة السورية، والجميع يعلم ما هي تلك الخطوات.