المداجن المرخصة وغير المرخصة في اللاذقية تكفي حاجة السوق إذا عملت بطاقتها الكلية..

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل:

شهد قطاع تربية الدواجن في محافظة اللاذقية انتعاشاً مؤقتاً، فسرعان ما عاد للتعثر من جديد، حسبما ذكر لصحيفة الحرية بعض مربي الدواجن الذين ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجدادهم، مشيرين إلى أن التعثر سيؤدي إذا لم تتم معالجة أسبابه لعزوف الكثير من المربين عن الاستمرار بالعمل، فغلاء المحروقات وعدم دعمها من الجهات المعنية كما كانت في السابق أثر على المربي من حيث زيادة تكلفة الإنتاج، وما زاد الطين بلة كما أشار آخرون، وهي العثرة الكارثية، دخول لحوم فروج مجمدة وبيض إلى البلد، سواء عن طريق الاستيراد أو التهريب بأسعار أقل من تكلفة المنتج المحلي، ما أثر بشكل كبير على الكثيرين ممن عادوا للانطلاق بعد فترة من الجمود، بسبب غلاء مستلزمات التكاليف ( محروقات – أعلاف .. إلخ).
ونوّه آخرون بأنهم يفكرون بالعزوف عن تربية الدواجن إذا بقي الحال على ما هو عليه، فعدم التوافق بين تكلفة المنتج والتسعيرة يفوق قدرتهم، فمثلاً اليوم يباع كيلو الفروج الحي بين /14-17/ ألفاً، وتكلفته على المربي /22/ ألفاً، وصحن البيض يباع بين /16-19/ ألفاً وتكلفته على المربي /22-24/ ألفاً، وللحفاظ على هذا القطاع الحيوي الذي يشكل عائداً مادياً للعاملين فيه ولصاحب المدجنة، أملوا من الجهات المعنية دعمه بالمحروقات وبالأعلاف، ليستطيع منافسة المستورد في السعر وليس بالجودة، فجودة المنتج المحلي عالية، وما اتجاه المواطنين لشراء المستورد إلا لرخص أسعاره.

د.حمدو: ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء المحروقات وعدم توفرها من العوامل المحددة للتربية

من جهته، بيّن رئيس دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة اللاذقية الدكتور إياد حمدو، أن العدد الكلي للمداجن المرخصة في العام 2020 كان /125/ مدجنة، وغير المرخصة/137/، وفي العام 2021 المرخصة /160/ وغير المرخصة /129/، وفي 2022 المرخصة /197/ وغير المرخصة /125/، وعام 2023 المرخصة /222/ وغير المرخصة /121/، وفي 2024 المرخصة /234/ وغير المرخصة /119/.

قانون العرض والطلب

وأضاف د.حمدو في تصريح لصحيفة الحرية: بعض المداجن غير المرخصة تم ترخيصها، وفق البلاغات الخاصة بتسوية الوضع الراهن.
منوهاً بأن نسبة المداجن العاملة من المداجن المرخصة وغير المرخصة حسب البيانات السابقة حوالي 30% شهرياً من عدد المداجن الكلي، وهذا يعود إلى الوضع الاقتصادي والجدوى الاقتصادية من التربية، من حيث التكاليف والإيرادات والسعر التسويقي، حيث تتعرض أسعار منتجات الدواجن لقانون العرض والطلب المحدد للسعر، وبالتالي ارتفاع أسعار الأعلاف و وغلاء المحروقات وعدم توفرها، كانت من العوامل المحددة للتربية.

تحتاج للتشجيع

ولفت إلى أن المداجن المرخصة وغير المرخصة في المحافظة تكفي حاجة السوق من فروج اللحم فيما لو عملت بطاقتها الكلية، عكس البياض، إذ تحتاج المحافظة للتشجيع في مجال الاستثمار بتربية البياض، أو سد النقص الحاصل من فائض الإنتاج بالمحافظات.

تفوق الـ50%

وتابع: بعد سقوط النظام البائد ازداد عدد المداجن العاملة، وأصبحت نسبتها تفوق الـ 50% من إجمالي المداجن الكلي، بعد أن كانت نسبتها سابقاً تقارب 30%، وذلك بسبب توفر مستلزمات الإنتاج وانخفاض أسعارها، كما أن أسواق الفروج تتسم حالياً بأن العرض يوازي الطلب، حيث إن أسعار منتجات الدواجن مستقرة منذ فترة، نتيجة توفر الأعلاف بكثرة واستقرار أسعارها، فضلاً عن انخفاض أجور النقل من المحافظات المنتجة، وكذلك أسعار مستلزمات التدفئة، وبالتالي انخفاض أسعارها بنسبة 40% عن الأسعار قبل التحرير.

وأوضح د. حمدو أن خط الإنتاج بصناعة الدواجن واضح، ادعم المدخلات يتحسن الوضع (الذرة والصويا بالدرجة الأولى – المحروقات والكهرباء والفحم بالدرجة الثانية) .

لا تأثير للمجمد على المبيعات

أما بالنسبة للسماح باستيراد منتجات الدواجن، فيرى د. حمدو أن الفروج المجمد الموجود بكثرة في الأسواق، لم يكن له أي تأثير على مبيعات الفروج المنتج محلياً باعتبار أن سعره أقل من المنتج محلياً، فبعض المستهلكين يتقبلون الفروج المجمد ويشترونه والبعض الآخر لا يرغبون بشرائه إنما يفضلون المنتج محلياً، وهذا يمثل ثقافة المستهلك لدينا والقوة الشرائية لدى المواطن السوري، وبالتالي السماح بالاستيراد يجب أن يكون مدروساً بوضع خطة متوازنة ما بين المنتج محلياً وحاجة السوق، ومكافحة أي عمليات للتهريب باعتباره غير مراقب بيطرياً وصحياً.

جولات دورية
وأشار إلى أن دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة اللاذقية، تقوم بجولات دورية على المداجن للوقوف على الوضع التربوي والصحي، وتقديم الإرشادات اللازمة وتذليل العقبات والصعوبات إن وجدت، إضافة إلى مراقبة معامل الأعلاف ومنافذ بيع الأعلاف دورياً، إضافة إلى الإجراءات المتخذة لإعادة دراسة القوانين والأنظمة الخاصة بترخيص المنشآت، وتبسيط الإجراءات والحصول على الرخصة بأسرع وقت ممكن .

الزعيم: اللحوم البيضاء المجمدة والبيض يتم استيرادها بشكل نظامي، وتحوي بطاقة بيانات

تستورد بشكل نظامي

وبدوره مشرف مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية اسماعيل الزعيم، بيّن أن فرق الرقابة التموينية تقوم من خلال جولاتها اليومية على الأسواق بمتابعة اللحوم البيضاء المجمدة والبيض المستورد، حيث إن هذه المواد يتم استيرادها بشكل نظامي، وتحوي بطاقة بيانات مدون عليها بلد المنشأ والتاريخ بموجب فواتير.

وأضاف: في آلية عمل دوريات التموين، يتم فحص الفروج من قبل المراقب الصحي المختص الموجود ضمن الدورية، للتأكد من سلامته للاستهلاك البشري، مبيناً أنه بسبب الوضع الاقتصادي للمواطن يلجأ لشراء هذه المواد، لكونها أرخص من المنتج المحلي، وهو معتاد على المنتج المحلي، كونه ذا جودة، لكن الوضع الاقتصادي له يجعله يلجأ للأرخص.

وأشار الزعيم إلى أنه تم تنظيم ثلاثة ضبوط بالفترة الأخيرة، لغبن المستهلك بمادة الفروج المجمد، وبيعه على أنه طازج من دون الإعلان عن نوعه، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية، حيث إن هذه المادة يجب أن يتم عرضها وفق شروط يجب أن يلتزم بها أصحاب الفعاليات، وهي عرضها ضمن فريزات تبريد أو واجهة بلورية مبردة، وأضاف : نتابع طريقة عرضها عن طريق البسطات غير النظامية، وبدورنا نقوم بالتنويه لهذا الأمر للمستهلك من خلال جولات فرق الرقابة التموينية.

Leave a Comment
آخر الأخبار