الحرية – محمد زكريا:
يطل علينا موسم القمح لهذا العام من بوابة استعادة كامل الثروة القمحية المزروعة على كامل الجغرافيا السورية، إضافة إلى حالة الدمج القائمة بين المؤسستين المعنيتين باستلام مادة القمح، وهما «الحبوب الحرة» في إدلب، مع «السورية للحبوب» في دمشق.
الملفت أن الإدارة الجديدة باشرت في التحضيرات الأولية لحصاد موسم القمح، وذلك من خلال الاجتماع مع مديري الفروع في دمشق تمهيداً للاجتماع المركزي المزمع عقده بداية الشهر القادم.
ويأتي الاجتماع التحضيري هذا بهدف الوقوف على مدى الجاهزية الفنية للمراكز المعنية باستلام القمح، وتوسيع الفراغات «الدوكمة»، إضافة إلى طرح كل المشكلات المتعلقة بعمليات الاستلام مع إيجاد السبل الكفيلة بمعالجتها.
مصارحة
أجمل ما في الاجتماع هو المصارحة والمكاشفة حينما تحدث أحدهم عن حالة الاحتكار المتبعة في المؤسسة لجهة توريد أكياس الخيش، وهي المخصصة منذ سنوات طويلة لمورّد واحد دون غيره..!
العثمان: حصاد هذا الموسم ربما لا يلبي طموحات المؤسسة لجهة الإنتاجية، وتوقع بأن ينخفض الحصاد لهذا العام إلى أدنى المستويات
بالتأكيد التغيير مطلوب، ولاسيما لجهة التفكير في التعاقد والابتعاد عن المحسوبيات وإلى غير ذلك.
استعداد لاستقبال الموسم
المدير العام للمؤسسة السورية للحبوب المهندس حسن العثمان، أوضح أن المؤسسة أبدت استعدادها الجاد لاستقبال موسم القمح لهذا العام، من خلال الاستنفار التام لكافة كوادر المؤسسة، سواء الإدارية أو المالية أو الفنية أو الإنتاجية.
وبين العثمان في حديثه لصحيفة الحرية، أن المؤسسة قادرة على تجهيز كافة المراكز الخاصة باستلام القمح، من خلال رفدها بالتجهيزات اللازمة من أجل استعادة حيويتها ونشاطها خلال الموسم الحالي، وأنه يمكن إعادة ترميم بعض المراكز المدمرة في حال استدعت الضرورة. مع الإشارة إلى وجود عدد كبير من المراكز المدمرة، والتي تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تعود إلى العمل.
قد لا يلبي الطموح
وأشار العثمان إلى أن حصاد هذا الموسم ربما لا يلبي طموحات المؤسسة لجهة الإنتاجية، متوقعاً أن ينخفض الحصاد لهذا العام إلى أدنى المستويات، وذلك نتيجة الظروف الجوية التي طغت على المنطقة بشكل عام، إضافة إلى عدم استغلال المساحات المخصصة لزراعة القمح المروي أو البعلي بالشكل الأمثل، منوهاً بأنه سيتم خلال الفترة القادمة تحديد تسعيرة القمح، وهي ربما أيضاً قد لا ترضي الفلاحين في الجانب المعنوي، وفي حين تعتبر في الجانب التجاري جيدة ومجدية إلى حد ما.
إجراءات
كما لفت العثمان إلى أن المؤسسة بصدد اتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة باستعادة ميزة الاكتفاء الذاتي من مادة القمح لسوريا والاستغناء عن الاستيراد.
المؤسسة بصدد اتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة باستعادة ميزة الاكتفاء الذاتي من مادة القمح لسوريا والاستغناء عن الاستيراد
ولعل من ميزات ذلك توفير القطع الأجنبي، وجعل الكثير من الفرص العاملة في هذا الجانب متوفرة، مضيفاً: إن إيجابية دمج المؤسستين تكمن في توحيد البيانات الفعلية لحاجة القطر من القمح سنوياً، كما أن عودة المساحات الأساسية، وهي شاسعة لزراعة القمح إلى أحضان المؤسسة، من شأنها أن تعطي التفاؤل من جديد بواقع ومحصول أفضل، مشيراً إلى أن المؤسسة تدرس العديد من المحفزات والتسهيلات التي تساعد الفلاحين على قبولهم لتسليم كميات القمح لديهم إلى مراكز المؤسسة، كما أن المؤسسة تسعى لتأمين كافة المستلزمات الأساسية لعملية الاستلام من الفلاحين من أكياس الخيش وفراغات «الدوكمة».
آلية التسديد المالي
كما تم طرح عدة أفكار بخصوص آلية التسديد المالي للفلاحين، ويمكن أن تكون «كاش» كامل القيمة، ويمكن أيضاً أن تكون عبر حسابه الشخصي.
تجهيز المراكز
مديرو الفروع المشاركون في الاجتماع أكدوا استعدادهم التام لاستقبال موسم القمح، حيث باشروا في وقت سابق بتجهيز المراكز المعنية باستلام القمح من الجانب الفني واللوجستي، إلى جانب حل وتذليل بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجه عملية الحصاد، كما استعرضوا واقع مخازين القمح لدى محافظاتهم، وتتبع برنامج التوريدات لهذه المادة بين المحافظات .