خبير يقدم وصفة للتعامل مع العواصف الاقتصادية العالمية..!

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية : منال الشرع:
لا يمكن أن تكون سوريا بمعزل عما  يجري عالمياً من أحداث اقتصادية تشتعل اليوم في أسواق التجارة العالمية، فحرب الرسوم الجمركية التي أشعل فتيلها بالأمس القريب بين الدول الكبرى برفع الرسوم الجمركية المتبادل وانعكاس ذلك على حركة التجارة العالمية، يترافق وفقاً للمعطيات العالمية مع آثار سلبية على مختلف دول العالم.

طيفور: إعادة هيكلة السياسة المالية والنقدية بما يتناسب مع المرحلة القادمة

في المقابل من الممكن أن تكون هناك آثار إيجابية قد تفرزها حرب الرسوم وانعكاساتها.
فكيف يمكن استثمار هذا الوضع التجاري العالمي، بطريقة تسير بالاقتصاد السوري إلى بر الأمان والبدء بمرحلة النهوض والتعافي؟
في هذا السياق، يرى الصناعي والخبير الاقتصادي عاطف طيفور أنه ليس هناك من تأثير على نسبة الجمارك على سوريا  بالمطلق، فالصادرات السورية لأمريكا لا تتجاوز ١١ مليون دولار سنوياً، محصورة بمنتجات محدودة جداً، كالتوابل والبهارات، والميزان التجاري لصالح أمريكا بفائض عشرات الأضعاف، ولكنه غير موثق بسبب العقوبات وجميع المنتجات الأمريكية تدخل لسوريا عن طريق دولة وسيطة وتسجل الفائدة للدول الوسيطة على حساب سوريا، علماً أن منتجات “آبل” وحدها ترفع عشرات أضعاف الميزان التجاري الثنائي لصالح أمريكا.
ويشير طيفور إلى أن على سوريا التعامل مع القرار بشرح تفصيلي عن الميزان التجاري والمنتجات المستوردة وتوضيح الأرقام عبر الخارجية السورية والإيضاح أن المستفيد من هذه الأرقام دول وسيطة، رفعت قيمة مستورداتها على حساب سوريا وحصلت على استقرار نسبة الجمارك مع أمريكا بما لا يتجاوز ١٠% جمارك بالقرار الأمريكي الأخير، مؤكداً أن الذهب يرتفع عالمياً حتى وصل اليوم إلى ٣٢٠٠ دولار للأونصة، وهذا الارتفاع مستمر في ظل الاشتباك التجاري العالمي وانخفاض القوة الشرائية للدولار وانخفاض حاد بالسندات السيادية الأمريكية، ولذلك علينا الاستفادة من هذا الارتفاع بتعزيز الاحتياطي المركزي من المعادن .

ارتفاع الذهب يرفع الاحتياطي

ويوضح طيفور أن ارتفاع الذهب ينعكس إيجاباً على سوريا ويرفع قيمة الاحتياطي المركزي من الذهب، وله فوائد متعددة، وأهمها إمكانية ربط الليرة بالذهب لتعزيز قيمتها وإمكانية طباعة ليرات سورية معززة بالذهب ومعترف عليها دولياً.

تضخم عالمي

ويضيف: إن التضخم العالمي “سيأكل” الكوكب، بسبب تشابك القيمة المضافة المركبة بين الدول، والكساد سيتفاقم بنسبة تتجاوز أضعاف أزمة كوفيد، وسنشاهد انخفاضاً حاداً بأسعار النفط عالمياً.

مؤشرات عالمية
ووفق طيفور: جميع هذه المؤشرات العالمية السلبية، وأهمها انخفاض القوة الشرائية للدولار، ستنعكس بشكل إيجابي على سوريا، وعلينا الاستفادة من هذه الحرب التجارية بدعم الإنتاج المحلي المرتبط بالقيمة المضافة المتكاملة لتحقيق أرقام قياسية تصديرية غير مسبوقة.

وينصح بأن الحكمة اليوم برمي المدخرات الشخصية من الدولار واستبدالها بالذهب، واستبدال النسبة الأكبر من احتياطي المركزي بالذهب، وإعادة هيكلة السياسة المالية والنقدية بما يتناسب مع المرحلة القادمة، والإسراع بتنفيذ نصيحة بنك الذهب لتخفيض نسبة التداول النقدي ونسبة التضخم، واستبدال سياسة حبس النقد بسياسة إخراج الأموال المدفونة ودعم الاحتياطي المركزي بالذهب.

Leave a Comment
آخر الأخبار