25 % يعانون الربو التحسسي.. واختصاصي يحذر من أخطاء شائعة تؤزم المرض

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:
تُعدّ أيام الربيع من أروع الفترات في السنة، حيث تتفتح الأزهار وتكتسي الطبيعة بألوان زاهية، ولكن، رغم ما يجلبه هذا الفصل من مناظر خلابة، فإن تقلبات الطقس التي ترافقه قد تشكل تهديداً خفياً لصحة الكثيرين، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو التحسسي، علماً أن انتشار غبار الطلع في الهواء، وتفاوت درجات الحرارة بين الباردة والدافئة، يزيد من احتمالية حدوث نوبات الربو لدى بعض المرضى، الذين قد يجدون أنفسهم في صراع مع أعراض مزعجة مثل (السعال، الصفير، وضيق التنفس) هذه الأعراض يمكن أن تتفاقم بسرعة في ظل التقلبات الجوية التي تميز فصل الربيع، ليتضاعف تأثيرها مع اقتراب فصل الصيف.

الأعراض والمثيرات
وفي هذا السياق، تحدث لصحيفة الحرية اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي الدكتور محمد خير المولوي،عن مرض الربو وأسبابه، حيث يُعرف الربو بأنه أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز التنفسي وتسبب ضيقاً في الشعب الهوائية، ما يعوق تدفق الهواء إلى الرئتين ويؤدي إلى صعوبة في التنفس، ويُعاني مريض الربو من نوبات متكررة من السعال، الصفير، وضيق الصدر، وهي نوبات قد تتفاقم في فصل الربيع بسبب تعرض الشخص للمثيرات البيئية مثل غبار الطلع، الغبار، الدخان، وحتى التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، وعلى الرغم من أن فصل الربيع هو وقت للانتعاش، إلا أن مرضى الربو قد يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات صحية متعددة بسبب هذه المثيرات، وتشمل الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض: (التغيرات المناخية المفاجئة، تلوث الهواء، التوتر النفسي، والإصابة بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي).

مبينا أن 25 في المئة من المجتمع يعانون من حساسية الأنف خلال فصل الربيع بدرجات متفاوتة، بمعنى واحد من أصل كل 5 أشخاص مصاب بهذه الحساسية الموسمية، داعياً إلى الإسراع بتلقي العلاج وضرورة استعمال المصابين رشاشات في الأنف أو عقاقير في بعض الحالات، مع تجنب المواد التي تتسبب في تهييج هذه الحساسية.

ولفت إلى أن أسباب تكرار النوبات هي واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها مرضى الربو نتيجة عدم الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تكرار النوبات وزيادة حدة الأعراض، ويرتكب العديد من المرضى أخطاء شائعة قد تكون سبباً رئيسياً في تأزم حالتهم الصحية، ومن أبرز هذه الأخطاء إهمال تناول الأدوية بشكل منتظم، ويعد الإهمال في تناول الأدوية الوقائية أو الإسعافية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تكرار النوبات. ويوصي المولوي بضرورة الالتزام التام بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب، وعدم التوقف عن العلاج حتى إذا شعر المريض بتحسن التعرض المباشر لمسببات الحساسية مثل غبار الطلع في الهواء الطلق، الغبار في الأماكن المغلقة، ووبر الحيوانات الأليفة، والتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة يمكن للحرارة الشديدة في الصيف أو البرودة المفاجئة في الربيع أن تؤدي إلى تهيج مجرى الهواء، ومن الضروري أن يتجنب المرضى التعرض لهذه الظروف القاسية سواء استخدام بخاخات الاستنشاق إذا لم يتم استخدام بخاخات الاستنشاق بالشكل الصحيح، فإن الدواء قد لا يصل إلى الأماكن التي يحتاجها الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى عدم فعالية العلاج لذلك، يجب التأكد من استخدام البخاخات بطريقة صحيحة، مثل التنفس ببطء قبل الضغط على الجهاز، واتباع التعليمات الخاصة بكل نوع من أنواع أجهزة الاستنشاق.إجراءات الوقاية والتقليل من المخاطرفي ظل هذه التحديات، يقدم الدكتور المولوي بعض النصائح الضرورية للحد من تأثير التغيرات الجوية على مرضى الربو.

وينصح مولوي بارتداء نظارات شمسية وقبعة عند الخروج في الهواء الطلق لحماية العينين من غبار الطلع، كما يفضل إغلاق النوافذ في المنزل وتجنب التعرض للمثيرات البيئية التي قد تؤدي إلى تحفيز الأعراض، والاهتمام بنظافة البيئة المحيطة الذي يشمل ذلك استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل للحفاظ على جو نظيف خالٍ من الغبار وغبار الطلع، ومن المهم أيضاً تنظيف الحيوانات الأليفة بانتظام وإبعادها عن غرف النوم والتعرض المعتدل لأشعة الشمس الذي يعتبر مفيداً لصحة الجسم بوجه عام، فإن التعرض المفرط قد يؤدي إلى تفاقم حالة الربو بسبب التغيرات في درجات الحرارة.
ويوصي المولوي بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 20 إلى 30 دقيقة في أوقات غير شديدة الحرارة، وضرورة استخدام بخاخات الاستنشاق بطريقة صحيحة فمن الضروري اتباع الإرشادات الخاصة بكيفية استخدام بخاخات الاستنشاق لتحقيق أفضل نتيجة علاجية يتضمن ذلك التنفس ببطء قبل استخدام الجهاز لضمان وصول الدواء إلى الرئتين.

وأكد مولوي على أهمية التغذية الصحية والمتابعة الطبية المنتظمة حيث تعد التغذية الصحية جزءاً أساسياً من العناية بالجهاز التنفسي، إذ يجب على مرضى الربو تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن لتعزيز جهاز المناعة وتحسين قدرة الجسم على مقاومة المثيرات البيئية، كما ينصح بتجنب الأطعمة التي قد تساهم في التهابات الجهاز التنفسي أو تؤثر على صحة الرئتين.

Leave a Comment
آخر الأخبار