ربّ ضارة نافعة.. هل نشهد صيفاً قليل الحرائق بسبب عدم وجود القش اليابس وسط الغابات هذا العام؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية –  محمد فرحة:

إن أكثر مايثير الخوف في نفوس الناس هذا العام أن يشهدوا ارتفاع وتائر حرائق الغابات، وغياب التصدي للعابثين بالمواقع الحراجية، كما هي الحال في عدم التصدي للمتغيرات المناخية، فلربما أصبح مستحيلاً أن نتلافى أخطار الحرائق، إذا ما تأخرنا في اتخاذ التدابير اللازمة  لإيقافها، كي لاتبقى غاباتنا مسرحاً للحرائق.
لكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الموسم الشتوي المنقضي، فقد نلاحظ انكماشاً وتراجعاً لوجود الحشائش التي ستبصح قشاً بعد أسابيع، وسط الغابات نظراً لقلّة الهطولات المطرية، والجفاف الذي مرَّ  هذا العام.
وقد يكون مفيداً أن نوضح من البداية وجود نوعين من أسباب حرائق الغابات، الأول: محاولة البعض التخلص من شجيرات صغيرة بالقرب من الأراضي المنتجة، والسبب الثاني قد يكون عن سابق القصد والإصرار.
أما أن يقول البعض إن الحرائق  مرتبطة بتغيرات دورية في مقدار الأشعة الشمسية الساقطة على الأرض، فهذا لايتعدى الـ١% ، فالنار كي تشتعل تحتاج إلى شئين، أداة اشتعال كالمسبب ومادة مشتعلة.
في كل الأحوال، كل الحرائق تعود للعامل البشري، سواء بإفساده للغابات والعبث بها، أو بإزالة مساحات منها عند توسيع رقعة الأرض لزراعتها.
وهنا يطرح السؤال التالي: هل نشهد صيفاً قليل الحرائق؟
التجارب طوال السنوات العشر الماضية  لم تثبت ذلك أبداً، بل كنا نشاهد ونقرأ عن نشوب عدة حرائق في مواقع قريبة من بعضها في وقت واحد بهدف تشتيت جهود عناصر الإطفاء وإخماد الحرائق، زد على ذلك فالعابثون بالطبيعة ومكوناتها، ونقصد الحراج، غالباً مايشعلون النار في أماكن الوصول إليها غاية في الصعوبة، كما حدث قبل يومين في غابات حراج جبال مصياف.
بالمختصر المفيد: إن تدخل الإنسان بنشاطه العابث، سواء بحسن نية أو سوئها أدى ويؤدي إلى تعكير صفو الغابات ومكوناتها الإيكولوجية، ويحولها إلى مواقع جرداء، تبدأ برقعة هنا ورقعة هناك، وسرعان ما تلتصقان ببعضهما بعضاً.
من هنا نرى ضرورة الحد من خطورة حرائق هذه الغابات والخسائر التي ستؤدي إليها، فسلامة البشر من سلامة الطبيعة والبيئة، فلنحافظ على غاباتنا لما لها من دور كبير في تحسين الجو وجمال الطبيعة.
فهل تستطيع وزارة الزراعة أن تقدم نسبة التشجير لدينا قياساً مع المساحات الصحراوية، ولا سيما أنه لم تكن تمر سنة إلا وهناك حملة تشجير تُسخر لها كل الإمكانيات والصرفيات، فمن يدقق في حيثيات ذلك يتصور أنه لم يبق عندنا شبر إلا وقد تمت زراعته بغرسة.
صحيفة الحرية حاولت كثيراً الاتصال بمديرية زراعة حماة لمعرفة الاستعداد لموسم الحرائق، لكن للأسف لم يجب أحد على اتصالاتنا..

Leave a Comment
آخر الأخبار