بمشاركة أطفال وشباب الحي.. مبادرة مجتمعية لتأهيل ملعب “قنينص” في اللاذقية

الحرية– سراب علي:
في صورة تعكس روح التعاون والتكاتف المجتمعي، وبمشاركة الشباب والأطفال من مختلف الأعمار انطلقت مبادرة مجتمعية في حي قنينص بمدينة اللاذقية، تهدف إلى إعادة تأهيل ملعب قنينص الشعبي، الذي يعتبر المتنفس الرياضي لأبناء الحي لاسيما لفئة الشباب والأطفال.
وجاءت هذه المبادرة استجابة لحالة الإهمال والتدهور التي طالت الملعب على مدى ١٢ عاماً، حيث شهدت أرضيته تآكلاً واضحاً، وأصبح مرتعاً للقطط والكلاب الشاردة، ناهيك عن تجمع الأوساخ والقمامة فيه، ما منع الأهالي من استخدامه بالشكل المطلوب، وأمام هذا الواقع بادر عدد من سكان الحي إلى العمل بشكل تطوعي لإعادة تأهيله.
وأكد صاحب المبادرة، مدرس الرياضيات عبد الله حناوي أن ما يقوم به الأهالي اليوم ليس مجرد ترميم لملعب، بل هو استثمار في مستقبل أطفال وشباب الحي، وفي تعزيز قيم الانتماء والعمل الجماعي.
وأشار حناوي في تصريحه لصحيفة “الحرية” أن أعمال التأهيل تشمل تسوية أرضية الملعب والمدرج، وتركيب إنارة جديدة، ضمن خطة تهدف إلى جعله بيئة رياضية آمنة ومحفزة.
مشيراً إلى أنه منذ ٣ أسابيع انطلقت المبادرة وهذا الوقت الطويل من العمل لفت انتباه الأهالي ليشاركوا من جميع الفئات العمرية، كما أن الدعم المادي بالكامل هو من أهالي الحي والمغتربين من أبنائه .
ولفت حناوي إلى أن الهدف من المبادرة هو تغيير النظرة النمطية عن الأحياء الشعبية، ولنعزز أن بناء الدولة لا يقع على عاتق الحكومة وحدها إنما للدور الأهلي والمجتمعي أثره في بنائها، مضيفاً: تؤكد المبادرة أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخل المجتمع، وأن العمل التطوعي قادر على صناعة فرق حقيقي في حياة الناس ويبقى ملعب قنينص، بعد تأهيله، شاهداً على قدرة الناس على تحويل المساحات المهملة إلى منارات أمل تجمع القلوب، وتعيد رسم ملامح الحي بحيوية.
ولا تقتصر أهمية الملعب على الجانب الرياضي فقط،كما يقول حناوي بل يمتد أثره ليشمل الجانب الاجتماعي، تعزيز التواصل الاجتماعي المباشر بين سكان الحي من مختلف الأعمار، وهو ما تؤكده المشاركات الواسعة من قبل الشباب والأطفال.
لافتاً إلى الاهتمام الذي أبداه الأهالي لناحية المبادرات التي تحسن من واقع الحي فطرحوا أفكاراً عدة تتعلق باستخدام الملعب لاحقاً ليكون مركزاً للفعاليات في المناسبات والأعياد .
وأشار صاحب المبادرة أنه بالتزامن مع تأهيل الملعب انطلقت ضمن الحي مبادرة “منورة بأهلها” الهدف منها تأمين أجهزة إنارة للحي تعمل بالطاقة الشمسية حيث تم تركيب ١٧ جهاز إنارة، وهذا يعزز من زيادة الأمان في المنطقة بعد أن كانت تكتسي السواد في السنوات الماضية، كما تم تنفيذ مبادرة للنظافة وتأهيل الحديقة بالحي .
هذا ولاقت المبادرة صدى واسعاً في أوساط المجتمع المحلي، حيث عبّر العديد من السكان عن فخرهم بهذه الخطوة، مؤكدين أن الملعب يشكل نقطة تجمع أساسية لشباب الحي، حيث يلعب دوراً محورياً في حمايتهم من الانخراط في سلوكيات سلبية، ويمنحهم مساحة للتعبير عن أنفسهم وتفريغ طاقاتهم في نشاطات مفيدة، كما يشكل الملعب فرصة لاكتشاف وتنمية المواهب الرياضية، التي غالباً ما تنشأ من هذه الساحات الشعبية.
كما عبر الأطفال المشاركون عن فرحهم وسعادتهم للمشاركة بأعمال التنظيف إلى جانب شباب الحي، مقبلين كل يوم بعد الانتهاء من مدارسهم إلى المشاركة وإثبات ذاتهم وقدرتهم على تقديم خدماتهم الصغيرة المتواضعة .