الحرية- زهير المحمد:
هل بقيت المنظفات خارج القواعد الاقتصادية، ولماذا لم تنخفض أسعارها بعد تحسن صرف الليرة مع العلم أن تجار المنظفات وصنّاعها كانوا يعدّون أنّ سعر صرف الدولار يزيد على عشرين ألف ليرة قبل سقوط النظام، وعندما كان سعره في السوق السوداء خمسة عشر ألف ليرة متذرعين باستيراد مكوناته من الخارج وبالعملة الصعبة، ومع أن أسعار معظم المواد بما في ذلك المستوردة بنسبة تصل إلى أربعين بالمئة،إلّا أنّ أسعار المنظفات لم تنخفض أكثر من عشرين بالمئة لأغلب الأنواع وكأن التسعير لا يخضع إلى التكاليف الحقيقية ..
وفي ظل ارتفاع أسعار المنظفات قياساً بالدخل المتواضع، انتشرت الأنواع الرخيصة التي تباع بأسعار زهيدة تشجع الكثيرين على شرائها، من دون التأكد من مطابقتها للمواصفات، وهذا ما يجعل المستهلك يطالب بمسألتين، الأولى أن تتم إعادة النظر بتسعير المنتجات في ضوء التكلفة وسعر الصرف، وتشديد الرقابة على كافة أنواعها المطروحة في الأسواق، وهذا ينطبق على الشامبو وسوائل الجلي ومساحيق الغسالات العادية والأتوماتيكية والصابون والكلور والمواد المعقمة.
رئيس لجنة المنظفات في غرفة صناعة دمشق وريفها: صناعتنا الوطنية تنافس الأجنبية والعربية
عروض منوعة
وخلال جولة أجرتها صحيفة الحرية على عدد من باعة المنظفات بالجملة والمفرق، لاحظنا كثرة العروض والإعلانات التشجيعية على شراء المنظفات التي تصنعها الشركات المحلية المعروفة، ويبدأ سعر مسحوق الغسيل 2 كيلو غرام من 25- 35 ألف ليرة مع إضافة هدية لبعض الأصناف كـ(صابونة، مبيض، علبة سائل جلي، ليفة ..)، ويبدأ سعر علبة سائل الجلي ذات الحجم الوسط من 9 آلاف ليرة، ويتراوح سعر علبة الكلور بين 5 -7 آلاف ليرة، وسعر علبة الفلاش بين 550 – 7 آلاف ليرة، وعلبة معطر الأرض 9 آلاف ليرة، ويبدأ سعر علبة الشامبو ذات النوعية الجيدة والحجم الوسط من 50 ألف ليرة، ولاحظنا أنّ هناك أنواع شامبو علاجية يصل سعر العلبة منها إلى 200 ألف ليرة.
أما فيما يخص أسعار المنظفات (الفلت) فيتراوح سعر الكيلوغرام بين 7- 13 ألف ليرة، وسعر ليتر سائل الجلي بين 4500- 5 آلاف ليرة، وسعر كيلو الكلور 6 آلاف، وكيلو المعطر بـ 6 آلاف ليرة، وليتر الفلاش بـ 4 آلاف ليرة.
متحول إيجابي
رئيس لجنة المنظفات والصابون وأمين سر القطاع الصناعي بغرفة صناعة دمشق وريفها محمود المفتي أكد في تصريح خاص لصحيفة الحرية، أنّ أهم متحول إيجابي فيما يتعلق بصناعة المنظفات هو إقرار الحكومة تخفيض سعر الكيلو واط الساعي الكهربائي والذي أسهم بشكل كبير بتخفيض تكاليف الإنتاج على الصناعيين، أضف إلى أن هناك عاملاً إيجابياً آخر يكمن في رخص اليد العاملة الوطنية.
وأضاف: يعد عدم ثبات سعر الصرف من أبرز الصعوبات التي تعترض الصناعيين، فمثلاً كان سعر صرف الدولار خلال شهر رمضان المبارك دون الـ 10 آلاف ليرة، أما حالياً فتعدى الـ 11 ألف ليرة، علماً أنّ أيّ زيادة بسعر الصرف ستنعكس مباشرة على سعر المنظفات لكون معظم المواد الداخلة في صناعتها مستوردة من الخارج.
المنتج الوطني منافس
وأمل المفتي من الجهات المعنية ضرورة تعزيز الرقابة على سوق المنظفات في ظل دخول منظفات ومواد خاصة بصناعتها مهربة وذات جودة منخفضة، مؤكداً ضرورة وضع واعتماد حماية ذكية للمنتج الوطني.
ولم يخفِ المفتي أنه ورغم غزو المنظفات المهربة الأسواق، إلّا أنها لا تشكل منافساً حقيقياً للمنظفات ذات الصناعة الوطنية، إذ لا تزال المنظفات الوطنية منافسة للمهربة من حيث الجودة والسعر، كما أنها منافسة حتى للصناعات العربية والعالمية، منوهاً بأن انفتاح السوق وحريته أديا إلى وجود منافسة ودفع شركات المنظفات إلى تقديم عروض وتخفيضات متنوعة، مضيفاً: لا أنصح المواطنين بشراء المنظفات التي تباع (فرط) والمجهولة المصدر، علماً أنه تمّ فحص العديد من أصنافها بالمخابر ووجدناها غير مطابقة للمواصفات القياسية أضف إلى أنّ لها أثراً سلبياً على البيئة المحيطة.
صادراتنا انخفضت من 385 مليون دولار إلى 12 مليوناً
انخفاض التصدير
ولدى سؤاله عن تصدير المنظفات، أوضح المفتي أن حركة التصدير انخفضت إلى درجة كبيرة جداً، فقبل عام 2010 وصلت قيمة صادراتنا من المنظفات بشتى أنواعها إلى مبلغ 385 مليون دولار، لتنخفض خلال عام 2023 إلى 12 مليون دولار، آملاً بعودة استرداد الأسواق الخارجية والتغلب على عقبة النقل وأجورها المرتفعة، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ متوسط الاستهلاك الشهري للمنظفات داخل سوريا قد انخفض بشكل ملحوظ وذلك نتيجة انخفاض مستوى الدخل.