الحرية- لمى سليمان:
“حان وقت السوريين للتألق”، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات التي وصفها بالـ”قاسية” عن سوريا لإعطائهم فرصة لـ”العَظَمة”. ليكون هذا الإعلان الخطوة الأولى للتعافي السوري من بعد ظلم وحرب مريرة وليبدأ الاقتصاد السوري بالوقوف على قدمين ثابتتين نحو مستقبل استثماري ناجح لا يقيده قيصر ولا تُبطئ مسيرته عقوبات.
عن أهمية هذا الإعلان ونتائجه يتحدث الدكتور علي محمد الخبير في شؤون الاقتصاد الدولي، واصفاً خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثالث عشر من الشهر الحالي برفع العقوبات عن سوريا بالخطوة الأولى والتاريخية فيما يخص الواقع السوري اقتصادياً وسياسياً.
وقال د.محمد في تصريح لصحيفة “الحرية”: تمت معاقبة سوريا منذ عام 1979 وحتى عام 2004 مع صدور قانون محاسبة سوريا إلى مرحلة جديدة من العقوبات في عام 2011 ثم في عام 2019 بفرض قانون قيصر وحتى يومنا هذا.
وبالطبع هذه العقوبات كانت متشعبة ومعقدة ومتشابكة ومقيدة وألقت بظلال ثقيلة على سوريا بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص. وبالتالي فإن خطوة رفع العقوبات هي خطوة إيجابية حتى وإن كانت تتطلب بعض الإشارات الخاصة بالقانون الأميركي من ناحية إحالة بعض البنود إلى لجان تشريعية مختصة أو إحالة بعض القوانين مثل قانون قيصر إلى الكونغرس في بعض البنود لكن هناك سلطة قانونية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في بعض بنود هذه العقوبات.
أما فيما يخص الجانب الاقتصادي، فقد أوضح د.محمد أن فك الحظر عن النفط السوري استيراداً وتصديراً وتعاملاً وكل ماله علاقة بموارد الطاقة هو خطوة إيجابية جداً ومفيدة جداً للاقتصاد السوري ونحن بأمس الحاجة لها.
وبالنسبة للقيود المالية والاستثمارية وفك الحظر عن التعامل مع المصارف السورية واندماج النظام المالي والمصرفي مع النظام المالي العالمي واستخدام نظام التحويلات العالمي (سويفت) والسماح به، فإن هذا الأمر سيشكل دافعاً لسهولة تدفق المال للاقتصاد السوري وهي خطوة مهمة جداً كون تدفق هذه الأموال من وإلى سوريا سواء في حالات الاستيراد أو التصدير، سواء في حالة الحوالات التجارية أو الحوالات الشخصية فهو يعتبر أمر بالغ الأهمية على الاقتصاد السوري.
إضافة إلى ما سبق، يؤكد د.محمد أن تصدير السلع ذات المنشأ الأميركي إلى سوريا هو أمر مهم جداً كون سوريا في مرحلة إعادة الإعمار وسيكون هناك طلب كبير على معدات الإنتاج وكل ماله شأن بإعادة النهضة الإنتاجية والاستثمارية في سوريا.
وعندما نتكلم عن الصناعة الأميركية فنحن نتكلم عن الخدمات الأميركية كخدمات الشحن والتأمين وغيرها وكل ما سبق سيعطي دفعاً إيجابياً للاقتصاد السوري، دفعاً سيخفف من التكاليف في شتى المجالات وهو أمر عظيم الأهمية.