الحرية – وليد الزعبي:
ليس بالقليل ذلك العدد الذي يشكله طلاب كليات فرع جامعة دمشق في درعا، حيث إنه يزيد على ١٤ ألف طالب، موزعين على ست كليات، والمشكلة تتبدى في ضيق الأماكن المؤقتة التي يداوم بعضها فيها وعدم استيعابها للطلبة بالشكل الملائم. حيث إنها بالأصل خاصة بمعاهد لا تزال تداوم فيها، وذلك بعد أن خرج بناء الجامعة في بلدة المزيريب من الخدمة منذ عقد ونيف بسبب النظام البائد، وتعرضه لأضرار كبيرة تمنع العودة إليه والدوام فيه من جديد، الأمر الذي يربك حسن سير العملية التعليمية.
رغم أهميتها في جودة التعليم والبحث العلمي… الضيق قلّل عدد المخابر العلمية واللغوية
هموم طلابية
عدد من طلاب كليات الآداب والعلوم الإنسانية والحقوق والاقتصاد ذكروا لصحيفة “الحرية”، أنهم «محشورون» في بناء واحد مع طلاب معهدين آخرين، ويحدث أحياناً تداخل في مواعيد المحاضرات، كما أن هناك مواعيد لمحاضرات متأخرة قليلاً، وهو ما يدفعهم لعدم حضورها أحياناً، وذلك للحاق بوسائل النقل، لأن أغلبهم يسكن في الأرياف ووسائل النقل لا توجد بعد الساعة الثانية من ظهر كل يوم. وحتى في فترة الامتحانات، فإن توزيع البرنامج قد لا يتناسب مع حاجة كل مادة درسيّة للمذاكرة، حيث إن وضع البرامج ينسق بما يراعي برامج الكليات الأخرى، وحسب الأماكن المتوافرة، وأملوا أن يتم النظر بإيجاد أبنية أخرى مناسبة للكليات من حيث المساحة والخدمات.
توزع الكليات
عن توزع الكليات الست، أوضح الدكتور شوقي الراشد رئيس فرع جامعة دمشق في درعا، أن ثلاثاً منها، ولا سيما الآداب والعلوم الإنسانية والحقوق والاقتصاد، تداوم في بناء البانوراما مع وجود المعهد المالي المصرفي والمعهد التقاني الهندسي، فيما كل من كليتي العلوم والطب البيطري تداومان في بناء الثانوية الشرعية، أما كلية التربية وإدارة الفرع فيشغلان بناء يعود لمديرية التربية. وبشكل عام هناك معاناة من ضيق المكان وضعف كبير في الإمكانيات نظراً لسنوات عجاف مرت في زمن النظام البائد، وكانت البوصلة على الرغم من كل ذلك الحفاظ على استمرار سير العملية التدريسية وعدم انقطاعها.
حلول إسعافية
وبالاستفسار عن آفاق الحلول، أشار د.الراشد في تصريحه لصحيفة “الحرية”، إلى أنه بعد التحرير يتم السعي الحثيث للنهوض بالعملية التعليمة وتهيئة الظروف الملائمة لها من كل الجوانب، والتي ستنعكس إيجاباً على تحقيق جودة عالية في العملية التدريسية والبحثية، وتالياً الحصول على مخرجات كفوءة متمكنة في اختصاصاتها، لافتاً إلى أنه تم تقديم مجموعة من الحلول الإسعافية التي تساعد في نهضة العملية التعليمية والبحثية في الكليات.
مقترحات إسعافية للأماكن يمكن النظر فيها.. والحاجة ملحة لمسابقة تعيين كادر تدريسي
وذكر منها مثلاً مقترح تخصيص بناء فرع الحزب سابقاً لمصلحة الجامعة، لكونه مناسباً جداً كبناء جامعة، فهو يتضمن مدرجاً كبيراً والكثير من الغرف والقاعات التي يمكن الاستفادة منها ككلية جديدة. وكذلك بناء أمن الدولة سابقاً، فهو واسع ويمكن استثماره لتكون فيه إحدى الكليات الموجودة في بناء الثانوية الشرعية، ويمكن أن يتم بناء سكن جامعي أو دار ضيافة خاصة للطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية الذين هم من محافظات أخرى، وذلك في مساحة الأرض الكبيرة المحيطة في البناء والتابعة له، وكذلك بناء نادي الضباط الذي يمكن ترميمه وإعادة تأهيله ليكون كلية. علماً أن هذه الاقتراحات جاءت نظراً لعدم إمكانية بناء كليات وجامعة في الأراضي المخصصة سابقاً للجامعة في المزيريب والشيخ مسكين ضمن الظروف الراهنة.
تأثير سلبي
وذكر رئيس فرع الجامعة أن عدد الطلاب الكبير غير المتناسب حالياً مع الطاقة الاستيعابية للأبنية المستثمرة حالياً والمشار إليها آنفاً، أدى إلى رداءة الخدمات والمرافق العامة، وإلى قلة عدد المخابر العلمية واللغوية التي تشكل عاملاً رئيساً في تحقيق الجودة في التعليم والبحث العلمي، بالإضافة إلى عدم إتاحتها لإمكانية تخصيص مكتبات للمطالعة والدراسة للطلاب، ولا شك أن الحاجة ماسة لتجهيز مخابر تعليمية، وخاصة في كليتي العلوم والطب البيطري.
خدمات لا بد منها
وعلى صعيد جوانب خدمية أخرى، ركّز د.الراشد على أن وجود الكهرباء له دور رئيس في الوضع الخدمي والتعليمي في الكليات، ولذلك كان الاقتراح بأن يتم تزويد كل بناء من الأبنية الثلاثة المستمرة بخطي كهرباء من خليتين للتخفيف من وقت الانقطاع الطويل وفق برنامج التقنين المعمول به، حيث يتم الحصول على التيار في فترتين مختلفتين من التقنين، وهذا ممكن لكون كل بناء قريب من حيين متجاورين، فمثلاً بناء البانوراما موجود في حي القصور وقريب من حي الكاشف.
ترميم الكادر
ولم يغفل د.الراشد النقص الشديد الحاصل في عدد أعضاء الهيئة التدريسية، وأنه تم الاقتراح سابقاً بإجراء مسابقة لتعيين أعضاء هيئة تدريسية خاصة بالفرع، إلى جانب مسابقة تعيين موظفين، وخاصة من الفئة الأولى لقلة عددهم أيضاً، على أمل أن يتم ذلك خلال فترة قريبة.
تقدير الظروف
وأضاف رئيس فرع الجامعة: نحن نقدر الظروف ونعلم أن الإمكانيات المتوافرة ليست جيدة وليست كثيرة، ونقدر أن الوضع العام بحاجة إلى وقت حتى يتحسن وتنطلق عملية الإعمار في كامل البلاد، لذلك نعمل ضمن الإمكانات المتوافرة، ونسعى جاهدين لتحسين ما أمكن من ظروف العملية التعليمية في كلياتنا، ولا نريد أن نشكل عبئاً إضافياً على المعنيين في المحافظة والجامعة وفي البلاد عامةً. لكن من واجبنا أن نقدم المقترحات ونتواصل مع جميع المعنيين بهذا الخصوص من أجل التوسع أفقياً عبر افتتاح كليات جديدة، وعمودياً من خلال افتتاح أقسام واختصاصات جديدة في الكليات الموجودة، وذلك بالتعاون مع المعنيين بالمحافظة والجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى المجتمع الأهلي الذي نأمل أن يكون له دور في تحسين البنية التحتية والخدمية للكليات ونحن متفائلون بذلك.