التدريب والتنمية الذاتية.. مفتاحا بناء مستقبل أكثر استقراراً في سوريا

الحرية- إلهام عثمان:
في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها سوريا، يبرز موضوع تطوير المهارات الشخصية والمهنية كوسيلة حاسمة لتحقيق استقرار مالي ووظيفي للأفراد، خاصة في ظل التحديات التي تواجه السوق المحلية والاستعداد لمواجهة المتغيرات العالمية.

المشهد الحالي والتحديات

ومع ما تشهده سوريا من ظروف اقتصادية صعبة، والتي تنامت آثارها مع استمرار الأزمات السياسية والأمنية، ما أدى إلى انخفاض فرص العمل وتزايد البطالة، لا سيما بين الشباب والخريجين، لذا بات من الضروري أن يبادر الأفراد إلى تطوير قدراتهم من خلال برامج تدريبية ومبادرات تنمية ذاتية تقوي مرونتهم وتزيد قدراتهم التنافسية.

آراء

وفي هذا الصدد، أكد رضوان جمال الخبير في سوق العمل والتنمية الاقتصادية، على ضرورة أن يركز الشباب على تطوير مهارات تتوافق مع متطلبات السوق المحلية والعالمية، وشدد على أن التركيز يجب أن يكون على المهارات الرقمية، وتعلم اللغات الأجنبية، والمهارات التقنية، بالإضافة إلى القدرات الإدارية والتواصل، فهي المفتاح لتأمين فرص عمل محلياً ودولياً، وعلى الشباب أن يستثمر في بناء شبكة علاقات واسعة وتطوير مهارات التعامل مع التقنيات الحديثة، والقدرة على العمل عن بعد، وهي من المهارات التي أصبحت مطلباً عالمياً في هذا الوقت.

من جهتها أكدت نهلا أحمدي، مدربة تنمية ذاتية، أن التركيز على تنمية المهارات الذاتية مثل القدرة على التعلم المستمر، والمرونة، وحل المشكلات، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات التقنية واللغوية، ويساعد الأفراد على تحويل التحديات إلى فرص، ويدعم بناء مستقبل أكثر استقراراً، خاصة في ظل الأزمات الراهنة.

الأدوات والإجراءات المقترحة

وفي ظل الحاجة الملحة لتفعيل دور التدريب، يقترح جمال تنفيذ برامج تدريبية موجهة مجاناً أو بتكاليف رمزية، والاستفادة من التقنيات الرقمية لانتشارها الواسع، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب والخريجين.

وهنا تؤكد أحمدي أن تنمية المهارات الشخصية والمهنية ليست خياراً، بل ضرورة ملحة للبقاء والنمو في سوق العمل السوري، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، فهي الطريق لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً، من أجل المساهمة في بناء وطن أكثر مرونة وقوة.

وختمت أحمدي: إن أهمية التدريب والتنمية الذاتية في سوريا هي محل إجماع ورأي مشترك بين الخبراء والمختصين، مؤكدين أن الاستثمار في الإنسان هو الأضمن لمواجهة الأزمات، وتحقيق النمو والتقدم على المدى الطويل.