وزارة بمفاصل وأدوات حضارية لا قمعية.. “الداخلية” تعلن هيكليتها الجديدة و تصافح السوريين بعد جفاء مزمن

مدة القراءة 9 دقيقة/دقائق

الحرية- ماجد مخيبر:
عقد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا مؤتمراً صحفياً عرض خلاله أبرز التغييرات في الهيكلية التنظيمية للوزارة..

وفي بداية المؤتمر الذي عقد اليوم في وزارة الإعلام بين البابا أنه بتاريخ الثاني والعشرين من شهر أيار  الجاري، عقدت وزارة الداخلية جلسة تشاورية مع عدد من الكفاءات السورية الوطنية موزعين بين تخصصات حقوقية، وإدارية، وشرطية منشقة عن النظام البائد، الغاية من هذه الجلسة هي طرح الهيكلية الإدارية الجديدة للوزارة لمناقشتها، مع إطلاع الحاضرين على رؤيتها، وتلقت الوزارة آراء مهمة أخذتها بعين الاعتبار، وأجاب وزير الداخلية على أسئلة واستفسارات الحاضرين حول الهيكلية الجديدة.

مضيفاً: يشرفنا القول إن هذه الجلسة التشاورية هي الأولى من نوعها في تاريخ وزارة الداخلية في سوريا، والغاية منها ليست فقط تلقي الملاحظات على الهيكلية _ رغم أهمية ذلك _،  بل أيضاً تطبيق لقيمتي الشفافية والمشاركة ضمن ما يسمح به واقعنا، ونعمل لتكريس المزيد من قيم الحوكمة الرشيدة عبر عملنا في الوزارة.. وبعد أخذ الموافقة من الرئاسة على آخر نسخة تم تعديلها من قبل اللجان المكلفة بذلك فإننا سنعرض لكم اليوم أبرز ما في هذه الهيكلية من تحديثات على الهياكل السابقة.

دمج جهازي الشرطة والأمن العام تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي في المحافظة يرأسه قائد واحد في المحافظة وتتبع له عدة مديريات في المناطق

ونوه البابا بأن الهيكلية مستقاة من الرؤية الإستراتيجية للوزارة التي يُعمَل على استكمالها، ونابعة من الاحتياج المحلي، ومستندة على الخبرات الأكاديمية السورية في الداخل، والخارج، ومتماشية مع روح العصر، وتجارب الدول المتقدمة.

الأمن الداخلي

وأوضح البابا أنه تم دمج جهازي الشرطة، والأمن العام، في جهاز واحد تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي في المحافظة، ويرأسه قائد واحد يمثل السيد وزير الداخلية في المحافظة وتتبع له عدة مديريات في المناطق التي تشكل جغرافية المحافظة، وسيكون عدد قيادات الأمن متناسباً مع عدد المحافظات السورية.

الشؤون المدنية

وفي مجال الإدارة العامة للشؤون المدنية قال البابا: نعمل على إعادة حوكمة الإجراءات، وأتمتة المعلومات، وتجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تناسب سوريا الجديدة الحرة، علما أننا نعاني الكثير بسبب البنية التحتية والرقمية السيئة، والإجراءات الإدارية القديمة وعديمة الجدوى التي كانت مفروضة سابقاً، والسياسات غير المنضبطة، مع تخريب كبير تعرضت له المرافق الخاصة بالإدارة.

تجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تناسب سوريا الجديدة الحرة

تم استحداث إدارات تخص تلقي الشكاوى، ومتابعة الأخطاء، ومحاسبة التجاوزات المسلكية، وسيكون هناك خمس دوائر مركزية للشكاوى تتبع لإدارة العلاقات العامة، بالاضافة الى تطبيق خاص بالشكوى سيتم اطلاقه قريباً.
وتم استحداث إدارات منفصلة لكل من الاتصالات والشبكات، المعلوماتية، الأمن السيبراني، وأمن الاتصالات، والغاية منها مواكبة العصر، وحفظ خصوصية بيانات الوزارة، والمواطنين على السواء، ومواجهة تهديدات الاختراق الرقمي، والجرائم الإلكترونية، وكذلك إعداد أبرز التطبيقات التي نحتاج اليها في خدمة المواطنين.

إدارة خاصة للسجون

ووفقاً للبابا فقد تم تأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات، الغاية منها تكريس مبادئ حقوق الإنسان، وإعادة تأهيل السجين ليعود فرداً نافعاً لنفسه، ولمجتمعه، وأن تكون السجون وسيلة لإنفاذ القانون، وتقويم السلوك، مع حفظ كرامة السجين، وضمان حقوقه، وصون إنسانيته.

استحداث إدارات تخص تلقي الشكاوى، ومتابعة الأخطاء، ومحاسبة التجاوزات المسلكية

مضيفاً: علماً أننا نعاني الكثير في موضوع السجون لأن سجون النظام البائد تفتقد أدنى مقومات الإنسانية، والكرامة، وهي شواهد على إجرامه بحق عشرات آلاف السوريين من المخطوفين، والمعتقلين، والمغيبين قسراً، والمفقودين، وإعادة بناء سجون عصرية بمواصفات إنسانية يحتاج إمكانات ووقتاً.

المباحث الجنائية

وحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية فقد تم تغيير اسم الأمن الجنائي لما له من ذكرى سلبية في ذاكرة السوريين، إلى اسم إدارة المباحث الجنائية لما له من بعد مهني، وأكاديمي، وسيكون ملف مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز من ضمن اختصاصاتها.

إدارة مكافحة المخدرات

وقال البابا: تم تعزيز دور إدارة مكافحة المخدرات، ونعمل على تطويرها أكثر، لأهميتها داخل سوريا، وخارجها، خاصة بعد أن حول المخلوع سوريا لأكبر مورد كبتاجون، علماً أن الإدارة رغم حداثة تشكيلها استطاعت بسرعة أن تتحول لشريك إقليمي مهم لدول الجوار في مجال مكافحة المخدرات، ويجري العمل حالياً على تطوير دورها في مجال مكافحة الإدمان عبر افتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان، مع تطوير المراكز القديمة وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة.

استحداث إدارات منفصلة لكل من الاتصالات والشبكات والمعلوماتية والأمن السيبراني وأمن الاتصالات

إدارة المرور

وبين البابا أن وزارة الداخلية ورثت إدارة مرور ينخرها الفساد والتخلف، لذلك تم إعداد رؤية مرورية تقوم على مفهوم المدينة الذكية، بحيث تقوم التكنولوجيا بمهام رجل المرور، ما يقلص مساحة الفساد، ويزيد كفاءة الإدارة، ويزيد في سرعة معالجة القضايا.

الشرطة السياحية

ولتعزيز السياحة، وإيماناً بدورها المهم في رفد الاقتصاد الوطني، وتعريف العالم بحضارة سوريا،  أوضح البابا أنه تم استحداث إدارة الشرطة السياحية، الخاصة بتأمين المواقع السياحية، وزوارها، وسيدرب أفرادها على إتقان اللغات الأجنبية، والتعامل مع الجنسيات المختلفة.

إعداد رؤية مرورية تقوم على مفهوم المدينة الذكية بحيث تقوم التكنولوجيا بمهام رجل المرور

إدارة مكافحة الاتجار بالبشر

مضيفاً: بسبب تزايد جرائم الانتهاكات الإنسانية دولياً، ولصون كرامة الإنسان وحقوقه، قمنا باستحداث إدارة مكافحة الاتجار بالبشر، وتقوم على مكافحة شبكات الدعارة، وتهريب البشر، والاتجار بالأعضاء، والتسول وغيرها.

حرس الحدود

ونظراً للاهمية البالغة لأمن الحدود، وضرورة الحفاظ على علاقة إيجابية مع جوارها الصديق، تم استحداث إدارة حرس الحدود، والتي تعنى بضمان سلامة حدود سوريا البرية، والبحرية، وتكافح الأنشطة غير القانونية عبرها، بالتنسيق مع دول الجوار، وخاصة نشاط شبكات تهريب المخدرات والبشر، والجماعات الإرهابية.

أمن الطرق

تم أيضاً استحداث إدارة أمن الطرق، التي تحمي وتؤمن الطرق الرئيسية، وشبه الرئيسية، مثل الطرق الدولية، وطرق المطارات، وأيضاً أكبال خطوط الاتصال والمعلومات وخطوط الطاقة المارة بقربها.

تأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات الغاية منها تكريس مبادئ حقوق الإنسان وإعادة تأهيل السجين ليعود فرداً نافعاً

المهام الخاصة

تحسباً لأي تهديد مفاجئ تم إنشاء إدارة المهام الخاصة، والتي ستتألف من عدة وحدات ذات تدريب عال، ومواصفات مميزة لأفرادها، لمواجهة أي مخاطر من قبيل أحداث الشغب، أو عمليات احتجاز الرهائن، أو حماية الفعاليات الكبرى ونحو ذلك.

الحماية والأمن الديبلوماسي

وأضاف البابا: شهدت سوريا نشاطاً سياسياً مميزاً، وتترقب انفتاحاً اقتصادياً كبيراً، ولذلك تم استحداث إدارة الحماية والأمن الديبلوماسي، التي تعنى بتأمين المنشآت الحيوية، والمرافق الحكومية، والبعثات الديبلوماسية، والشخصيات الرفيعة.

استحداث إدارة مكافحة الاتجار بالبشر لمكافحة شبكات الدعارة وتهريب البشر والاتجار بالأعضاء والتسول وغيرها

إدارة مكافحة الإرهاب

تواجه سوريا تحديات كبيرة من قبيل الجريمة المنظمة، والجماعات التكفيرية، والتنظيمات الإجرامية العابرة للحدود، لذلك تم استحداث إدارة مكافحة الإرهاب، التي تعنى بتفكيك التهديدات الأمنية داخل سوريا، وتكون على تنسيق عال مع جهاز الاستخبارات العامة، لتصبح سوريا ركيزة أساسية في الأمن الإقليمي والعالمي، بعد أن حولها المخلوع لبؤرة تصدير قلاقل إلى العالم.

إدارة القوى البشرية

قدم النظام البائد الأمن على أنه منظومة قمعية إرهابية موجهة ضد الشعب، ونسعى لتقديمه ركيزة أساسية لازدهار سوريا، لذلك تم إنشاء إدارة القوى البشرية التي تعمل على تطوير الكوادر ضمن الوزارة، واستغلال طاقاتهم بأفضل ما يصون أمن سوريا، وستعمل الإدارة في ذلك على استحداث أكاديمية للعلوم الأمنية والشرطية، ومراكز دراسات ترفد الوزارة بما يلزمها من كفاءات عالية، وأبحاث علمية دقيقة تسهم في تطوير عملها.

استحداث إدارة حرس الحدود تعنى بضمان سلامة حدود سوريا البرية والبحرية وتكافح الأنشطة غير القانونية عبرها

التوجيه المعنوي

تم إحداث إدارة التوجيه المعنوي، التي تعنى بتعزيز السلوك الإيجابي عند منتسبي الوزارة، وتنمي فيهم الانتماء الوطني الواسع بعيداً عن الانتماءات التفريقية والحزبية الضيقة، وتجعلهم في عملهم الأمني يتمثلون قيم الكرامة، والعدالة، وصون حقوق الإنسان، التي قامت عليها الدولة السورية الجديدة، وبغياب التربية السلوكية، والقيمية وضعف الانتماء الوطني عند منتسب وزارة الداخلية ستزداد التجاوزات، وتكبر مساحات الخطأ والفساد.

جهة خدمية لا قمعية

وختم البابا قائلاً: إن وزارة الداخلية لا تعرف نفسها على أنها أداة قمعية متجبرة على الشعب، بل هي جهة خدمية تضمن له السلم الأهلي، وسيادة القانون، والأمان اللازم للتقدم والازدهار، وهي لا ترى نفسها معنية لوحدها في ذلك، بل ترى أن المجتمع شريك رئيسي في صنع حالة الأمان والاستقرار، فالأمن مسؤولية الجميع.

Leave a Comment
آخر الأخبار