الحرية- يسرى المصري:
الجميع يكسب في سوريا ومع سوريا ويكون الديْدن والشعار “إن تعثرتْ خطوةٌ لحقت بها أخرى تُقيلها”.
واليوم يستبشر السوريون بالخير ويصبحون على أخبار تؤكد ثقتهم بأن القيادة قادرة على العمل لتحقيق المصالح الكلية لسوريا في ضوء استيعاب عميق للوضع الداخلي وحساسياته ولمجموعة الحسابات الإقليمية والدولية.
ولا نبالغ في أن الرئيس أحمد الشرع بتحركاته المدروسة والواثقة والواعية أربك الخصوم وفاجأ الحلفاء، وبرهن عبر لقاءاته وزياراته وشخصيته الشجاعة أنه يعرف ماذا يريد، ورغم الإمكانات المحدودة والتحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية والمجتمعية فهو دائماً مستعد للعمل الحثيث التدريجي الهادئ، و يسير في الاتجاه الصحيح.
وعلى ما يبدو أن يد القدَر ساقت للبلاد قيادة تناسبها، فكانت البداية مع مرحلة التحرير، ثم جاءت مرحلة إعادة هيكلة الدولة وتشكيل الحكومة الانتقالية الوطنية وتأسيس الحوار الوطني وبناء الجيش السوري تحت قيادة موحدة ووضع خريطة عمل للنهوض بسوريا أثمرت ونجحت باجتياز أصعب تحدٍ وهو الخروج من قيود العقوبات فجاءت اليوم مرحلة رفع العقوبات التي يستبشر بها السوريون بداية عصر ازدهار سوريا.
ورغم إنه ليس من السهل الانتقال بالمجتمع السوري من أفكار تشبه التشكيك والكسل والرضا بالتهميش .. التي تسود عقول البعض إلى قفزة معرفية واستثنائية لتصبح سوريا حسب رؤية قيادتها الجديدة “أحد أنجح الاقتصادات في الشرق الأوسط “.
ويرى كثيرون أن نهضة سوريا لا تقف عند حدود إعادة إعمار البنى التحتية والطاقة والنقل .. فإلى جانب ذلك ومن أجل تنمية مستدامة لابد من أن تشمل خطة نهوض سوريا ثلاثة محاور بصفة أساسية أولها محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتي في خدمتهما المحور الاجتماعي.
ويأتي التعليم والتدريب في المقام الأول وغالباً ما تخصص الدول التي تسعى للنهوض والتطور والتميز نحو ربع الميزانية العامة للدولة لهذا الغرض ، أضف إلى ذلك محو الأمية الرقمية وتعلم اللغات، إلى جانب التدريب والتأهيل الحرفي والمهني والبحث العلمي، والعمل على تقوية العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص، فتشارك الحكومة مع المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية في دعم كل الأنشطة البحثية.
وكذلك فتح المجال للبعثات التعليمية والمنح الدراسية وابتعاث مئات آلاف الطلاب السوريين إلى الجامعات الغربية بهدف الاستفادة من تجاربهم ونقلها إلى بلادهم.
ونأتي إلى المحور الثاني ويتضمن الصناعة وتشجيع
الصناعات ذات التقنية العالية، إضافة إلى تصنيع الإسمنت والحديد والصلب، وعلاوة على ذلك تصنيع السيارات والإلكترونيات التي يمكن أن تستوعب 40% من العمالة المحلية.
وبمكن أن تكون مساهمة الشركات العالمية التي تضطلع بدور مهم من حيث رفد سوريا برؤوس المال وبالتكنولوجيا لتكون أكبر حلفاء سوريا في مشروعها نحو التنمية والتقدم.
ولأن العدل أساس التقدم تشكل الوثيقة المجتمعية أحد عناصر نجاح النهضة بين فئات الشعب السوري وأحد ضمانات استمرارها، وهذا ما شهدناه عبر تأسيس هيئة العدالة الانتقالية والهيكلة الجديدة لوزارة الداخلية حيث تضمنت هذه الوثائق الاعتراف بالتنوع وأشارت إلى وجود اختلالات حقيقية في مستويات الدخل والتعليم بين فئات المجتمع، ما يعني أن أحد أهم برامجها أن تشكل شبكة أمان واستقرار اجتماعي وسياسي.
ولاشك في أن وجود القيادة السياسية الواعية بدأت تؤتي أكلها على قاعدة الجميع يكسب في سوريا لأنها تحفظ حقوق الجميع مادياً ودينياً واجتماعياً وثقافياً، وتتيح لهم المشاركة في المسؤولية العامة والبرامج التنموية.
قريباً سيشهد العالم حسب توقعات المستثمرين قصة نجاح مبهرة لسوريا ، وعلى شبه معجزة اقتصادية تتحقق خلال سنوات، تنخفض فيها نسبة الفقر إلى أقل من 4% بعد أن تجاوزت 70%، وتنخفض نسبة البطالة إلى ما دون 3%، ويتضاعف خلالها دخل الفرد مرات. هذه رؤية القيادة وتطلعات الشعب السوري وما تؤكده تحركات الأطراف المعنية باستقرار سوريا.
الجميع يكسب .. مع نهضة سوريا

Leave a Comment
Leave a Comment